responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان المؤلف : القمي النيسابوري، نظام الدين الحسن    الجزء : 1  صفحة : 238

والعشرون : الخيال وهو عبارة عن الصورة الباقية عن المحسوس بعد غيبته ، وما كان من ذلك في النوم قد يخص باسم الطيف. الثالث والعشرون : البديهة وهي المعرفة الحاصلة للنفس ابتداء لا بتوسط الفكر مثل : الكل أعظم من الجزء ، وقد يقال لها الأوليات ، الرابع والعشرون : الروية وهي ما كان من المعارف بعد فكر كثير. الخامس والعشرون : الكياسة وهي تمكن النفس من استنباط ما هو أنفع ولهذا قال صلى‌الله‌عليه‌وسلم «الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت» [١] السادس والعشرون : الخبر وهو معرفة تحصل بطريق التجربة وجدت الناس اخبر تقله. السابع والعشرون : الرأي وهو إجالة الخاطر في المقدمات التي يرجى منها إنتاج المطلوب ، وقد يقال للقضية المستنتجة من الرأي رأي ، والرأي للفكرة كالآلة للصانع ، ولهذا قيل : إياك والرأي الفطير. الثامن والعشرون : الفراسة وهي اختلاس المعارف من فرس السبع الشاة. فضرب منها يحصل للإنسان من باطنه ، ولا يعرف له سبب الإصغاء جوهر الروح وهو شبه الإلهام ، وإياه عنى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بقوله «إن في أمتي لمحدثين وإن عمر منهم» [٢] وقد يسمى النفث في الروع ، وضرب يحصل بالاستدلال من الأشكال الظاهرة على الأخلاق الباطنة. وقيل : (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ) إشارة إلى الأول (وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ)[هود : ١٧] إلى الثاني والله أعلم.

التأويل : عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم «إن الله خلق آدم فتجلى فيه» فبالتجلي علمه التخلق بأخلاقه والاتصاف بصفاته وهذا هو سر الخلافة بالحقيقة ، لأن المرأة تكون خليفة المتجلي فيها (أَنْبِئُونِي بِأَسْماءِ هؤُلاءِ) أي بأسماء هؤلاء المخلوقات دون أسماء الله وصفاته (إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) في دعوى الفضيلة ، فإن الفضيلة ، فإن الفضيلة ليست بمجرد الطاعة ، فإن ذرات الموجودات مسبحات بحمدي ، وإنما الأفضلية بالعلم لأن الطاعة من صفات الخلق ، والعلم من صفات الخالق ، والفضل لمن له صفة الحق والخلق جميعا فيخلف عن الحق بصفاته وعن الخلق بصفاتهم. وإنما قال (أَنْبِئْهُمْ) ولم يقل علمهم كقوله تعالى (وَعَلَّمَ آدَمَ) لأن الملائكة ليس لهم الترقي في الدرجات والملكوتيات ، لهم شهادة كالجسمانيات لنا ، ولا يتجاوزون ما فوق سدرة المنتهى كما قال جبريل : لو دنوت أنملة لاحترقت. والجسمانيات مرتبة دون


[١] رواه الترمذي في كتاب القيامة باب ٢٥. ابن ماجه في كتاب الزهد باب ٣١. أحمد في مسنده (٤ / ١٢٤).

[٢] رواه البخاري في كتاب فضائل الصحابة باب ٦. مسلم في كتاب فضائل الصحابة حديث ٢٣.

الترمذي في كتاب المناقب باب ١٧. أحمد في مسنده (٦ / ٥٥).

اسم الکتاب : تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان المؤلف : القمي النيسابوري، نظام الدين الحسن    الجزء : 1  صفحة : 238
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست