responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تسبيح الله ذاته العليه في ايات كتابه السنيه المؤلف : عماد بن زهير حافظ    الجزء : 1  صفحة : 113
مطلب: في بيان آية التسبيح:
- هذا وقد عُدِل عن الضمير في تسبيح الله ذاته إلى وصف يؤكِّد وحدانيته وقدرته على كلِّ شيء بما يُشعر باقتضاء تنزيهه أتمّ اقتضاء، وذلك هو قوله تعالى: {فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ} والملكوت: مبالغة في المِلك، فهو الملك التامّ. فمادام كلّ شيء ملكه فكيف يكون المملوك للمالك شريكاً. ومادام أنّه سبحانه بيده ملكوت كل شيء فهو القادر على كل شيء والمتصرّف فيه بما شاء. كما قال قتادة: ملكوت كل شيء أي مفاتح كل شيءi.
- ثمّ ختمت آية التسبيح بقوله تعالى: {وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} وهي جملة معطوفة على جملة التسبيح. والمعنى: قد اتضح أنكم صائرون إليه غير خارجين عن ملكه وذلك بإعادة خلقكم بعد الموتii.
لطيفة: في قوله تعالى: {وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} قُدّم {إِلَيْهِ} على {تُرْجَعُونَ} للاهتمام ورعاية الفاصلة لأنّهم لم يكونوا يزعمون أنّ ثمّة رجعة إلى غيره ولكنهم ينكرون المعاد من أصلهiii.
- وبهذه اللطيفة يتم الكلام حول هذا المبحث وهو آخر المباحث في هذا الفصل وبتمامه نصل إلى ختام هذه الصفحات التي عرضتُ فيها مواضع تسبيح الله ذاته في كتابه ولله الحمد والمنة.

i انظر: نظم الدرر في تناسب الآيات والسور للبقاعي ج6 ص288؛ التفسير الكبير للفخر الرازي ج26 ص112؛ تفسير أبي السعود ج7 ص182؛ تفسير الألوسي ج23 ص57؛ فتح القدير للشوكاني ج4 ص371.
ii انظر: التحرير والتنوير لابن عاشور ج23 ص80.
iii المرجع السابق ج23 ص80.
اسم الکتاب : تسبيح الله ذاته العليه في ايات كتابه السنيه المؤلف : عماد بن زهير حافظ    الجزء : 1  صفحة : 113
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست