responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ايسر التفاسير للجزائري المؤلف : الجزائري، أبو بكر    الجزء : 1  صفحة : 339
{لَمَا[1] آتَيْتُكُمْ[2]} : مهما آتيتكم.
{لَتُؤْمِنُنَّ[3]} : لتصدقن برسالته
{أَأَقْرَرْتُمْ} : الهمزة الأولى للاستفهام التقرير، وأقررتم: بمعنى اعترفتم.
{إِصْرِي} : عهدي وميثاقي.
{فَمَنْ تَوَلَّى} : رجع عما اعترف به وأقر.
{الْفَاسِقُونَ} : الخارجون عن طاعة الله ورسوله.
{أَفَغَيْرَ دِينِ اللهِ يَبْغُونَ} : الاستفهام للإنكار، ويبغون: بمعنى يطلبون.
{وَلَهُ أَسْلَمَ} : انقاد وخضع لمجاري أقدار الله وأحكامه عليه.
معنى الآيات:
ما زال السياق في الرد على نصارى نجران فيقول تعالى لرسوله اذكر لهم ما أخذ الله على النبيين وأممهم من ميثاق أنه مهما آتاهم من كناب وحكمة ثم جاءهم رسول مصدق لما معهم من النور والهدى ليؤمنن به ولينصرنه على أعداءه ومناؤيه من أهل الكفر وأنه تعالى قررهم فأقروا واعترفوا ثم استشدهم على ذلك فشهدوا وشهد تعالى فقال: {وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ} ثم أكد تعالى ذلك مرة أخرى بأن من يعرض عن هذا الميثاق ولم يف به يعتبر فاسقاً ويلقى جزاء الفاسقين فقال تعالى: {فَمَنْ تَوَلَّى[4] بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} .
وقد نقض هذا الميثاق كل من اليهود والنصارى، إذ لم يؤمنوا بمحمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبما جاء به وقد أخذ عليهم الميثاق بالإيمان به، وبنصره، فكفروا به، وخذلوه، فكانوا بذلك الفاسقين المستوجبين لعذاب الله.

[1] قرأ نافع: {لما آتيناكم} بنون العظمة، وقرأ حفص: {لما أتيتكم} بتاء المتلكم وصيغة الميثاق هي: {لَمَا آتَيْتُكُمْ} إلى قوله: {ولتنصرنه} .
[2] قرأ أهل الكوفة: {لِمَا آتَيْتُكُمْ} بكسر لام لما، أي: لأجل ما آتيتكم من كتاب ... إلخ. وتكون: {ما} موصولة بمعنى الذي، أي: للذي آتيتكم ... إلخ.
[3] روى ابن كثير عن علي وابن عباس رضي الله عنهم، أنهما قالا: "ما بعث الله نبياً من الأنبياء إلا أخذ عليه الميثاق لأن بعث الله محمداً وهو حي ليؤمنن به ولينصرنه وأمره أن يأخذ الميثاق على أمته لئن بعث محمد وهم أحياء ليؤمنن به ولينصرننه، وهذا غير مناف لما قال قتادة وغيره: أن الله أخذ من النبيين ميثاقهم أن يصدق بعضهم بعضاً.
[4] التولي والفسق مستحيل في حق أنبياء الله ورسله، ولذا فالمأخوذ عليهم: العهد والميثاق، هم أتباع الأنبياء والرسل، وإنما قال: ميثاق النبيين؛ لأنهم هم المبلغون أممهم لما أخذ عليهم، ويوضح هذا قوله: {فاشهدوا} أي: على أممكم.
اسم الکتاب : ايسر التفاسير للجزائري المؤلف : الجزائري، أبو بكر    الجزء : 1  صفحة : 339
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست