٢ (رُبَما)[١](يَوَدُّ) : ربّ للتقليل [٢] ، فيكون معناه هنا أنّه يكفي قليل النّدم فكيف كثيره؟
أو العذاب يشغلهم عن تمنّي ذلك إلّا في القليل ، أو يقينهم أنه لا يغني عنهم
التمني أقل تمنيهم.
١٢ (كَذلِكَ نَسْلُكُهُ) : ندخله ، أي : الكذب أو الاستهزاء ، عن قتادة [٣] ،
[١]بتشديد الباء
قراءة ابن كثير ، وأبي عمرو ، وابن عامر ، وحمزة ، والكسائي وبالتخفيف قراءة عاصم
ونافع.
وفي حجة القراءات عن الكسائي
أنه قال : «هما لغتان والأصل التشديد ، لأنك لو صغّرت «ربّ» لقلت : «ربيب» ، فرددت
إلى أصله».
[٢]ذكره الزجاج في
معانيه : ٣ / ١٧٣ ، ورد قول من قال إنها للتكثير فقال : «فأما من قال إن «ربّ»
يعنى بها الكثير فهذا ضد ما يعرفه أهل اللغة ؛ لأن الحروف التي جاءت لمعنى تكون
على ما وضعت العرب ، فـ «رب» موضوعة للتقليل ، و «كم» موضوعة للتكثير ، وإنما
خوطبوا بما يعقلون ويستفيدون».
وقال الفخر الرازي في تفسيره
: ١٩ / ١٥٦ : «اتفقوا على أن «رب» موضوعة للتقليل ...».
وقيل : إن «ربّ» وضعت في
الأصل للتقليل ولكنها في هذا الموضع جاءت للتكثير ، ذكره الماوردي في تفسيره : ٢ /
٣٥٨ ، والبغوي في تفسيره : ٣ / ٤٣ ، وابن الأنباري في البيان :٢ / ٦٤ ، والقرطبي في تفسيره
: (١٠ / ١ ، ٢) ، وأبو حيان في البحر المحيط : ٥ / ٤٤٢ ، وقال : «ودعوى أبي عبد
الله الرازي الاتفاق على أنها موضوعة للتقليل باطلة ، وقول الزجاج أن «ربّ» للكثرة
ضد ما يعرفه أهل اللغة ليس بصحيح ، وفيها لغات وأحكامها كثيرة ذكرت في كتب النحو ،
ولم تقع في القرآن إلا في هذه السورة على كثرة وقوعها في لسان العرب».
[٣]أخرج الطبري في
تفسيره : ١٤ / ٩ عن قتادة قال : «إذا كذبوا سلك الله في قلوبهم أن لا يؤمنوا به».