responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التفسير الواضح المؤلف : حجازي، محمد محمود    الجزء : 1  صفحة : 93
جمع ند، وهو النظير المخالف. يُحِبُّونَهُمْ: يعظمونهم كما يفعل المحب.
الْأَسْبابُ: الصّلات والعلاقات. كَرَّةً: رجعة. حَسَراتٍ:
ندامات.

المعنى:
بعد ما نعى القرآن على الكفار كفرهم، وعلى من كتموا الآيات كتمانهم، وأنهم ملعونون من الله والناس، وأراد أن يعالج الداء الذي يدفعهم إلى استمرار كفرهم، بإثبات الوحدانية لله بالدليل، وأنه رؤوف رحيم، وأن من الخير الالتجاء إلى الله وحده فقال:
وإلهكم- الذي يجب أن يعبد وحده، ولا يشرك به شيء- إله واحد، لا معبود بحق في الوجود إلا هو، الرحمن الرحيم بخلقه، سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا، وكيف لا؟ وهو الذي خلق السموات وما فيها من عوالم وأفلاك كل يجرى إلى أجل مسمى في مداره، ومع هذا نظمت تنظيما دقيقا بقدرته وعظمته: وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ فَإِذا هُمْ مُظْلِمُونَ. وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَها ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ... [سورة يس الآيتان 37 و 38] .
وهناك الأرض وما بها من عوالم الحيوان والنبات والمعادن والأنهار تجرى لمستقر لها ذلك تقدير العزيز الحكيم، أفلا يدل هذا على صانع منفرد بالوحدانية؟ إذ لو كان له شركاء لاختلّ النظام وتبدل الحال ولاستحالت الحياة، أما دلالة هذه العوالم على رحمته فأمر ظاهر بيّن.
واختلاف الليل والنهار وطولهما وقصرهما وحرارتهما وبرودتهما واختلاف الفصول بسبب خطوط العرض والطول كل ذلك يدل على الواحد الرحمن الرحيم.
وهذه السفن الشراعية والبخارية التي تجرى على الماء وقد ذلل لها، لا بد لفهم كون الفلك دليلا على الوحدانية من فهم طبيعة الماء وطبيعة قانون الثقل في الأجسام، وطبيعة الهواء والبخار والكهرباء، كل ذلك يجرى بسنن إلهية مطردة تدل على أنها صادرة من قوة واحدة هي قوة الإله الواحد الرحمن الرحيم.

اسم الکتاب : التفسير الواضح المؤلف : حجازي، محمد محمود    الجزء : 1  صفحة : 93
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست