responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التفسير الواضح المؤلف : حجازي، محمد محمود    الجزء : 1  صفحة : 868
المكان الأعلى، وبعضهم كان يكره الحرب ونقض العهد لما في ذلك من الاعتداء وهتك الحرمات، ولقد اتخذ المنافقون من ذلك مادة للدعاية وللتأثير على بعض المسلمين حتى كان للبعض بطانة ووليجة من الكفار، وما قصة حاطب بن أبى بلتعة ببعيدة، وكانت نقطة الضعف هي نعرة القرابة ورحمة الرحم.
وبعد أن بين الله فضل الجهاد ونتائجه والهجرة وأثرها، وحبوط أعمال المشركين حتى ما كان خيرا منها كالسقاية والعمارة، بين هنا أن ذلك كله لا يتم إلا بترك ولاية المشركين، وإيثار حب الله ورسوله والجهاد في سبيله على حب الوالد والولد والأخ والزوج والعشيرة والمال والمسكن.

المعنى:
يا أيها الذين آمنتم بالله ورسوله، واتصفتم بهذا الوصف: لا يليق بكم أن تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء تنصرونهم في القتال، وتظاهرون لأجلهم الكفار، لا تتخذوا منهم بطانة ولا وليجة تخبرونهم بالأسرار الحربية الخاصة بالجيش الإسلامى أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً [سورة التوبة آية 16] .
لا تتخذوهم أولياء ما داموا يحبون الكفر على الإيمان ويؤثرون الشرك على الإسلام ولا يرقبون في مؤمن إلّا ولا ذمة، ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون لأنفسهم ولجماعتهم التي ينتمون إليها، وذلك أنهم وضعوا الولاية موضع البراءة، والمودة محل العداوة.
خاطب الله المؤمنين بهذا الوصف الكامل لينهاهم عن جريمة اتخاذ الولاية للكافرين المعادين للرسول والمؤمنين، خاطبهم مباشرة (لا تتخذوا) ثم أمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن يخاطبهم في ما هو سببها مذكرا لهم مبينا الخطر الذي ينجم على فرض وقوعها منهم مع تصدير كلمة (إن) المفيدة للشك لأن هذا هو المنظور، إذ حب المذكورات يجب أن يكون مشكوكا فيه بالنسبة للمؤمنين، والمؤاخذة ليست على حب المذكورات بل على تفضيلها على حب الله، أما أصل الحب فشيء طبيعي جبلّىّ لا مؤاخذة فيه.

اسم الکتاب : التفسير الواضح المؤلف : حجازي، محمد محمود    الجزء : 1  صفحة : 868
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست