responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التفسير المنير للزحيلي المؤلف : وهبة الزحيلي    الجزء : 1  صفحة : 180
فَجَعَلْناها نَكالًا الضمير في الفعل يعود إما على المسخة أو يعود على القردة.
وكذلك «ها» في قوله لِما بَيْنَ يَدَيْها وَما خَلْفَها. ونكالا: مفعول به ثان.
أَتَتَّخِذُنا هُزُواً أي ذوي هزء، فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه، ويجوز أن يكون التقدير: أتتخذنا مهزوءا بهم.

البلاغة:
خُذُوا فيه إيجاز بالحذف كما بينا، أي قلنا لهم: خذوا.
كُونُوا قِرَدَةً ليس الأمر على حقيقته، وإنما أريد به معنى الإهانة والتحقير لِما بَيْنَ يَدَيْها وَما خَلْفَها كناية عمن أتى قبلها أو بعدها من الخلائق.

المفردات اللغوية:
مِيثاقَكُمْ الميثاق: العهد المؤكد، ويراد به هنا: العهد بالعمل. بما في التوراة الطُّورَ الجبل المعروف في شمال فلسطين بِقُوَّةٍ بجد ونشاط وَاذْكُرُوا ما فِيهِ بالعمل به تَتَّقُونَ النار أو المعاصي تَوَلَّيْتُمْ أعرضتم.
اعْتَدَوْا تجاوزوا الحد السَّبْتِ اليوم المعروف، وقد نهاهم الله عن صيد السمك فيه، وهم أهل أيلة وهي القرية التي كانت حاضرة البحر. خاسِئِينَ بعيدين عن رحمة الله، وقد هلكوا بعد ثلاثة أيام.
فجعلناها نَكالًا أي تلك العقوبة عبرة تنكل من اعتبر بها، أي تمنعه من ارتكاب مثل ما عملوا. لِما بَيْنَ يَدَيْها وَما خَلْفَها أي الأمم التي في زمانها أو بعدها وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ خص المتقون بالذكر، لأنهم المنتفعون بها بخلاف غيرهم. والمتقون: الذين اتقوا بأداء فرائض الله واجتناب معاصيه.

المناسبة:
كانت الآيات السابقة تذكيرا لبني إسرائيل بالنعم الجليلة، وأما هذه الآيات فهي تنديد بالمخالفات والمعاصي التي ارتكبوها، فإنهم نقضوا الميثاق أو العهد مع الله، وتجاوزوا النهي الإلهي في السبت، فأصبحوا كالقردة مبعدين عن رحمة الله والناس. وإذا كان هذا في بني إسرائيل الذين كانوا في عهد موسى عليه السّلام،

اسم الکتاب : التفسير المنير للزحيلي المؤلف : وهبة الزحيلي    الجزء : 1  صفحة : 180
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست