اسم الکتاب : إعراب القرآن الكريم وبيانه المؤلف : الدرويش، محيي الدين الجزء : 1 صفحة : 498
البلاغة :
١ ـ فائدة
الخبر في قوله : «إني وضعتها» للتحسر ، وليس مرادها الإخبار بمفهومه ، لأن الله
عالم بما وضعت بل المراد إظهار الحسرة لما فاتها من تحقيق وعدها والوفاء بما
التزمت به والاعتذار حيث أتت بمولود لا يصلح للقيام بما نذرته.
٢ ـ تكررت إن
أربع مرات ، وفي الثلاث الأولى كان خبرها فعلا ماضيا ، وفي المرة الرابعة عدلت عن
الماضي إلى المضارع ، فقالت :
أعيذها ، لنكتة
بلاغية ، وهي ديمومة الاستعاذة وتجددها دون انقطاع بخلاف الأخبار السابقة فإنها
انقطعت.
٣ ـ المراد
بالخبر في قوله تعالى حكاية عن نفسه : «والله أعلم بما وضعت» لازم الفائدة ،
والقصد منه إفادتها دون التصريح بما سيكون من شأن المولود الذي لم تأبه له بادىء
الأمر ، وهي جاهلة مآل أمر هذه المولودة التي ستلد رسول الرأفة والسلام.
٤ ـ المراد
بالخبر في قوله : «وليس الذكر كالأنثى» نفي الاعتقاد السائد بين الناس بوجود تفاوت
بين الأولاد ، وإن هذا التفاوت الذي يبدو للوهلة الأولى ، إنما هو أمر ظاهري لا
يثبت عند الابتلاء والتجربة ، فإن الغيب أعمق غورا من أن يسبروه ، وأبعد منالا من
أن يدركوه ، وكم من النساء من فاقت الرجال وأربت عليهم في الدرجات وقد تعلق أبو
الطيب المتنبي بأذيال هذا المعنى البديع بقوله :
ولو كان
النساء كمن فقدنا
لفضلت النساء
على الرجال
وما التأنيث
لاسم الشمس عيب
ولا التذكير
فخر للهلال
٥ ـ الإطناب في قوله تعالى : «وإني
سميتها مريم» والغرض من التصريح بالتسمية التقرب إلى الله والازدلاف إليه بخدمة
بيت المقدس
اسم الکتاب : إعراب القرآن الكريم وبيانه المؤلف : الدرويش، محيي الدين الجزء : 1 صفحة : 498