اسم الکتاب : نهايه الارب في فنون الادب المؤلف : النويري الجزء : 19 صفحة : 245
الهرمزان فقدموا به المدينة وألبسوه كسوته من الدّيباج المذهب، وتاجه كان مكلّلا بالياقوت و [عليه] [1] حليته؛ ليراه عمر والمسلمون. فوجدوا عمر فى المسجد متوسّدا برنسه، وكان قد لبسه لوفد قدم عليه من الكوفة، فلمّا انصرفوا توسّده ونام، فجلسوا وهو نائم والدّرة فى يده. فقال الهرمزان: أين عمر؟ فقالوا: هو ذا، فقال: أين حرسه وحجّابه؟ فقالوا: ليس له حارس ولا حاجب ولا كاتب. فقال: ينبغى أن يكون نبيّا، قالوا: بل يعمل بعمل الأنبياء [وكثر الناس] [1] . فاستيقظ عمر واستوى جالسا، ثم نظر إليه، وقال: ألهرمزان؟ قالوا: نعم، فقال: الحمد لله الذى أذلّ بالإسلام هذا وأشباهه، فأمر بنزع ما عليه، فنزعوه وألبسوه ثوبا صفيقا [2] . فقال له عمر: كيف رأيت عاقبة الغدر، وعاقبة أمر الله! فقال: يا عمر، إنّا وإيّاكم فى الجاهليّة، كان الله قد خلّى بيننا وبينكم [فغلبناكم] ، [3] فلمّا كان الأمر معكم غلبتمونا. ثم قال له عمر: ما حجّتك وما عذرك فى انتقاضك مرّة بعد أخرى؟ قال: أخاف أن تقتلنى قبل أن أخبرك. قال: لا تخف ذلك، واستسقى ماء، فأتى به فى قدح غليظ. فقال: لو متّ عطشا لم أستطع أن أشرب فى مثل هذا، فأتى به فى [1] من تاريخ الطبرى. [2] ثوب صفيق: ثخين كثير الغزل، ضد السخيف. [3] تكملة من ص.
اسم الکتاب : نهايه الارب في فنون الادب المؤلف : النويري الجزء : 19 صفحة : 245