و هبّت لأصحابي شمال لطيفة # قريبة عهد بالحبيب بليل
ترانا إذا أنفاسنا مزجت به # نرنّح في أكوارنا و نميل
كيفية البرد الشديد
قيل لأعرابي: ما أشد البرد؟قال: إذا أصبحت الأرض ندية و السماء نقية و الريح شآمية. و قيل لآخر. فقال: إذا دمعت العينان و قطر المنخران و لجلج اللسان. و قيل لآخر فقال: إذا نديت الدقعاء [1] و صفت الخضراء و هبت الجربياء. و قيل لآخر: أي اليوم أبرد؟ فقال: الأحص الورد و الأزب الهلوف. فالأحص الورد يوم تصفو شماله و يحمر أنفه، و الأزب الهلوف يوم تهبّ فيه نكباء فتسوق الجهام [2] . و سأل الرشيد بعض أصحابه عن شدّة البرد فقال: ريح جربياء [3] في ظل عماء في غب سماء.
وصف البرد
كان أعرابي يرتعد في يوم شات. فقيل له: تحوّل إلى الشمس. فقال: الشمس تحتاج اليوم إلى قطيفة. و قيل لرجل: ما أثقل جبتك. فقال: البرد أثقل منها.