responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني    الجزء : 2  صفحة : 299

الحاذق بالضراط المتكسّب به‌

جاء رجل إلى المعتصم فقال: ما بلغ من ضراطك؟قال اضرط ضرطة فافتق نفق السراويل فقال إن فعلت فلك مائة دينار و إن عجزت فمائة سوط ففعل و أخذ المال. و كان رجل يصفق الباب بضرطة و كان سعيد بن حميد يضرط على إيقاع العيدان.

من يضارطني يضارط موسرا # يخرج الضرطة كالرّعد القصف‌

و قيل: فلان أضرط من عنز و من عير و من غول.

حبس الضراط و قرقرة البطن‌

ضرب يزيد بن المهلب نميريا فقال: و اللّه لأضربنه حتى يضرط. فقيل له فقال: و اللّه لا يرى ذلك أبدا و أنه كما قال الأعشى:

كتوم الرّغاء إذا هجّرت # و كانت بقية قوم كتم‌ [1]

و عكسه، قال رجل لمخنّث: لأضربنك حتى تخرأ فمن أوّل سوط لطخ البساط و قال: أ لست تطلب الخراء خذه و خلّصني. و قال رجل لطبيب: في بطني معمعة و قرقرة، فقال أما المعمعة فلا أعرفها، و أما القرقرة فضراط لم ينضج.

قال ابن منادر:

بطنك يا عبدي قد قرقرا # إن صدق الوعد مطرنا خرا

عذر من خرج منه ريح من الكبار و قلّة مبالاته‌

قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم: العين وكاء [2] الاست فإذا نامت العين استطلق الوكاء و كان أبو عبيد يحدث بهذا الحديث و يروى أن عمر رضي اللّه تعالى عنه كان يخطب فقال أيها الناس إن ميزت بين أن أخاف اللّه و أخافكم فرأيت خوف اللّه أولى الا و اني قد خرجت مني ضرطة و ها أنا أتوضأ و أعود و ضرط الحجاج على المنبر فقال ألا أن كل جوف ضروط و استدعى بالماء فتوضأ و كان بالأهواز عامل به صمم فاجتمع إليه أهل عمله و هو يضرط فكتب إليه كاتبه إنك تضرط و لا تشعر فوقع له إننا استكفيناك أمر كتابتك و لم نجعلك محصيا علينا فتغافل كما تغافل القوم و السلام. غنت مغنية فضرطت فأنشدت:

ضرطت فما أبدعت في النّاس بدعة # و لم آت أمرا منكرا فأتوب

إذا كانت الأستاه تضرط كلّها # فليس عليّ في الضرط رقيب‌


[1] كتوم الرغاء: أي لا ترغو حين تمتطى، و هذا من باب الكناية عن الأدب، و في رواية: الذود في موضع القوم، و الذود من الإبل بين الثلاثة إلى العشرة.

[2] الوكاء: رباط القربة.

اسم الکتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني    الجزء : 2  صفحة : 299
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست