اسم الکتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني الجزء : 2 صفحة : 209
المتبجّح بالتصعلك و المتشوّق إليه
قال عروة بن الورد:
أقيموا بني لبنى صدور مطيّكم # فإنّ منايا القوم شرّ من الهزل
لعل انطلاقي في البلاد و بغيتي # و شدّي حيازيم المطيّة بالرحل [1]
سيدفعني يوما إلى رب هجمة # يدافع عنها بالعقوق و بالبخل
و قال آخر:
و إني لأستحي من اللّه أن أرى # أطوف بحبل ليس فيه بعير
و اسأل ذيّاك البخيل بعيره # و بعران ربّي في البلاد كثير
و قال بعض اللصوص:
و كم بيت دخلت بغير إذن # و كم مال أكلت بغير حلّ
و قال آخر:
و عيّابة للجود لم تدر أنّني # بإنهاب مال الباخلين موكل
غدوت على ما احتازه فحويته # و غادرته ذا حيرة يتململ
و قيل لأعرابي أ تسرق بالنهار فقال:
معاذ اللّه من سرق بليل # و لكنّي أجاهر بالنّهار
و قال بعض الخراب، و الخارب سارق الإبل خاصة:
أ يذهب بارح الجوزاء عنّي # و لم أذعر هوامل بالستار
و إنما قال ذلك لأن البارح يعفي الأثر فيأمن أن يقتصّ أثره فيؤخذ، و لبعض لصوص التمر:
ألا يا جارنا بأباض إنا # وجدنا الريح خيرا منك جارا
يخبرنا إذا هبّت علينا # و تملأ وجه ناظركم غبارا
تحسين التلصّص و التبجّح به
قال عثمان الخيّاط: لم تزل الأمم يسبي بعضهم بعضا و يسمون ذلك غزوا و ما يأخذونه غنيمة و ذلك من أطيب الكسب و أنتم في أخذ مال الغدر و الفجرة أغدر فسمّوا أنفسكم غزاة كما سمّى الخوارج أنفسهم سراة و أنشد:
سأبغي الفتى إما جليس خليفة # يقوم سواء أو مخيف سبيل
[1] الحيازيم: جمع حيزوم و هو ما يشدّ به وسط المطيّة.
اسم الکتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني الجزء : 2 صفحة : 209