responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني    الجزء : 2  صفحة : 198

تبكيت من عرض عليه صلح فلم يقبله و استوخم عاقبته‌

قال ابن قيس:

و مولى دعاه الغيّ و الغيّ كاسمه # و للجبن أسباب تصدّ عن الحزم‌ [1]

أتاني يشبّ الحرب بيني و بينه # فقلت له لا بل هلمّ إلى السّلم

و لما أبى أرسلت فضلة ثوبه # إليه فلم يرجع بحزم و لا عزم

فكان صريع الجهل أوّل مرة # فيا لك من مختار جهل على علم‌

ضارع يطلب الصلح‌

قال المتنبّي:

من أطاق التماس شي‌ء طلابا # و اغتصابا لم يلتمسه سؤالا

(6) و ممّا جاء في الهزيمة و الخوف و أنّ الفرار لا يقي من الموت‌

قال اللّه تعالى: قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ اَلْفِرََارُ إِنْ فَرَرْتُمْ ... أَيْنَمََا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ اَلْمَوْتُ [2] و قال أمير المؤمنين يوم الجمل: إن الموت طالب حثيث لا يعجزه المقيم و لا يفوته الهارب، و إن لم تقتلوا تموتوا و إن أشرف الموت القتل. و العرب تقول: أجرأ من خاصي خصّاف و كان جبارا فشهد حربا فوقف حجزه فجاء سهم فغرز في الأرض و جعل يهتز فبحث فرآه قد أصاب يربوعا [3] ، فقال:

لا المرء في شي‌ء و لا اليربوع‌ [4]

و لا أقتل إلا بأجلي. ثم حمل فخرق الصف، فأنكى‌ [5] في القوم. قال شاعر:

إن الفرار لا يزيد في الأجل‌

تفضيل القتل على الهرب‌

قال سقراط لرجل هرب من الحرب: الهرب من الحرب فضيحة. فقال الرجل: شر من الفضيحة الموت. فقال سقراط: الحياة إذا كانت صالحة فسلم فإذا كانت رديئة فالموت أفضل منها. و لما قتل الإسكندر ملك الهند قال لحكمائه: لم منعتم الملك من الطاعة؟ قالوا: ليموت كريما و لا يعيش تحت الذلّ.


[1] الغيّ: الضلال.

[2] القرآن الكريم: الأحزاب/16.

[3] اليربوع: الفأر.

[4] اليربوع: الفأر.

[5] أنكى فيهم: قهرهم بالقتل و الجرح.

اسم الکتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني    الجزء : 2  صفحة : 198
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست