responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ما لم ينشر من الأمالي الشجريه المؤلف : ابن الشجري    الجزء : 1  صفحة : 3
وكذلك تقول: إن كان زيد منطلقاً تريد: ما كان زيد منطلقاً، وتقول: إن كان لمنطلقاً تريد: إنه كان زيد منطلقاً فتدخلها على خبر كان كما جاء في التنزيل: (وإن كنتَ من قبلهِ لمنَ الغافلين) (إن كانَ وعدُ ربّنا لمفعولاً) وعلى خبر كاد: (وإن كادوا ليفتنوكَ) وعلى المفعول الثاني من باب الظن: (وإن نَّظنُّكَ لمنَ الكاذبينَ) ، (وإن وجدنا أكثرهمْ لفاسقينَ) ، إن في هذه المواضع مخففة من الثقيلة بإجماع البصريين واللام لا الوي والكوفيون يجعلنها النافية ويزعمون أن اللام بمعنى إلا وقد ذكرت انه قول ضعيف بعيد.
وأما الزائدة فقد زادوها بعد ما النافية كافة لها عن العمل في لغة أهل الحجاز فيقع بعدها المبتدأ والخبر والفعل والفاعل تقول: ما إن زيد قائم وما عن يقوم زيد وما إن رأيت مثله، قال فروة بن مسيك:

فما إنْ طبنا جبن ولكن ... منايانا ودولة آخرينا
(طبنا شأننا) وقال النابغة:

ما إن أتيت بشيء أنت تكرهه ... إذن فلا رفعت سوطي إلي يدي
وقال امرؤ القيس:

حلفت لها بالله حلفة فاجر ... لناموا فما إن من حديث ولا صال
أراد: فما حديث فزاد إن ومن، وقد زادها آخر بعد ما المصدرية في قوله:

ورج الفتى للخير ما إنْ رأيته ... على السن خيراً لا يزال يزيد
أراد لا يزال خيراً وقد ذكروا لهذا الحرف معنى خامساً فقالوا أنه بمعنى إما في قول النمر بن تولب:

سقته الرواعد من صيف ... وإن من خريف فلن يعدما
قال سيبويه: أراد وإما من خريف وحذف ما لضرورة الشعر وإنما يصف وعلا، وقبل هذا البيت:

فلو أن من حتفه ناجيا ... لكان هو الصدع الاعصما
والمعنى: سقته الرواعد من مطر الصف وإما في الخريف فلن يعدم السقي.
وقال الأصمعي: إن ههنا للشرط أراد: وإن سقته من خريف فلن يعدم الري وبقول الأصمعي أخذ أبو العباس المبرد لأن غما تكون مكررة وهي ههنا غير مكررة وأحتج من قال بقول سيبويه بأنه وصفه بالخصب وأنه لا يعدم الري ويجب في قول الأصمعي إن لا يقطع له بالري لأنه إذا كانت إن الشرطية لم يقطع له بأن الخريف يسقيه كما تقول: إن حضر زيد أكرمته فلا يقطع له بالحضور كما يقطع له به في قولك: إذا حضر زيد أكرمته وكذلك قولك: أسافر إذا جاء الصيف ولا تقول: أسافر إن حضر الصيف، لأن الصيف لا بد من مجيئه فكأنه قال: وإن سقاه الخريف فلن يعدم الري فدل على أنه يعدم الري إن لم يسقه الخريف. وقول الأصمعي قوي من وجهتين أحدهما: إن ما لا تستعمل إلا مكررة أو يكون معها ما يقوم مقام التكرير كقولك: إما أن تحدث بالصدق وإلا فاسكت وإما أن تزورني أو أزورك، وهذا معدوم في البيت. والثاني: إن مجيء الفاء في قوله: فلن يعدما، يدل على أن إن الشرطية لأن الشرطية تجاب بالفاء وإما لا تقتضي وقع الفاء بعدها ولا يجوز ذلك فيها تقول: إما تزورني وإما أزورك ولا يجوز: وإما فأزورك فبهذين كان قول الأصمعي عندي أصوب القولين.
وكذلك اختلفوا في قول دريد بن الصمة:

لقد كذبتك عينك فاكذبنها ... فإن جزعا وإنْ أجمال صبر
قال سيبويه: فهذا على إما ولا يكون على إن التي للشرط لأنها لو كانت للشرط لاحتيج إلى جواب لأن جواب إن إذا ألحقتها الفاء لا يكون إلا بعدها فإن لك تلحقها فقلت: أكرمك إن زرتني سد ما تقدم على حرف الشرط مسد الجواب، ولو ألحقت الفاء فقلت: أكرمك فإن زرتني، لم يسد مسد جواب الشرط فلا بد أن تقول: أكرمك فإن زرتني زدت في إكرامك أو ما أشبه هذا فلذلك بطل أن يكون قوله: فإن جزعا على معنى الشرط وحملت إن على معنى إما وحذفت ما للضرورة والمعنى: فإما جزعت جزعا وإما أجملت إجمال صبر. وقال غير سيبويه: هو على إن التي للشرط والجواب محذوف فكأنه قال: إن كان شأنك جزعا شقيت به وإن كان إجمال بر سعدت به. وقول سيبويه هو القول المعول عليه لأنه غبر مفتقر إلى هذا الحذف الذي هو حذف كان ومرفوعها وحذف جوابين لا دليل عليهما.
الصدع الفتي من الأوعال وواد الأوعال وعل وهو تيس الجبل، وفي الأعصم قولان: قيل هو الذي فر رسغه بياض والرسغ موصل الكف في الذراع وموصل القدم في الساق ويقال لموصل الكف في الذراع المعصم، وقيل: إنه سمي أعصم لاعتصامه في قلة الجبل.
اسم الکتاب : ما لم ينشر من الأمالي الشجريه المؤلف : ابن الشجري    الجزء : 1  صفحة : 3
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست