responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شعر الفتوح الاسلاميه في صدر الاسلام المؤلف : النعمان عبد المتعال القاضي    الجزء : 1  صفحة : 297
الإطلاق، سوى ما كان من آثار الهذليين، وهي أبيات قليلة لأبي ذؤيب في إفريقية، وقصيدة وحيدة لأبي العيال الهذلي، قالها في حملة "قسطانز"، وقد لاحظت أن لكون المؤرخين ورواة الشعر عراقيين دخلا في عدم الاهتمام بتدوين شعر مصر والشام والعناية به.
وبعد أن درست الشعر في الفتوح على هذا النمط حاولت أن أتعرف على شعراء الفتوح الذين خلفوا لنا هذا الشعر. وإذا بالإسلام يغير مظاهر الحياة العربية جميعها، ومنها الشعر، فيحدد له قيمًا تتفق وتعاليمه، فإذا بنفر من الشعراء يقوم بها خير قيام، وإذا بنفر آخر لا يستطيع أن يواكب هذه القيم وتلك المهام، فيخفت صوتهم إلى حين، ويعلو صوت القرآن؛ إذ يجد فيه المسلمون بغيتهم. وعندما يتدفق المجاهدون إلى الفتوح تذكو جذوة الشعر العربية وتنطلق ألسنة الشعراء بما حبس في نفوسهم زمنًا، عندما يقفون مواقف قريبة من مواقفهم القديمة مع فارق الهدف. وتفتح الفتوح أمامهم آفاقًا واسعة، وتمدهم بتجارب كثيرة وحافلة بألوان من العواطف والمشاعر، كأنما أطلقت عقدة ألسنتهم، وأسعفتهم التجربة الشعورية الضخمة، فشارك في الفتوح شعراء ناضجون؛ كأبي محجن الثقفي، وعبدة بن الطبيب، وربيعة بن مقروم الضبي، وعمرو بن معديكرب الزبيدي.
وشعر هؤلاء يتميز عن شعر غيرهم بأصالته ونضجه، وغلبة الفخر الفردي على الفخر بجماعة المسلمين، كصدى لإحساسهم القوي بأنفسهم. وللأسف لا يمثل شعر هؤلاء الشعراء إلا قدرًا قليلًا جدًّا من شعر الفتوح، برغم طول القصائد التي تُروى لهم في الفتوح؛ كاللامية المنسوبة لعبدة، واللامية الأخرى المنسوبة لربيعة بن مقروم الضبي.
وقد تبين لي أن هاتين القصيدتين وغيرهما من شعر القدماء قد استغرق نظمهما عصرين مختلفين، بمعنى أن أبياتًا قليلة تتحدث عن الفتوح في القصيدة لا تبرر القصيدة كلها، التي يتحدث الشاعر فيها عن أشياء حظرها الإسلام؛ كالخمر واللهو والعبث بالنساء والطرب والغزل الحسي. واستنتجت من ثم أن تكون أبيات الفتح قد ضمت إلى القصيدة الجاهلية فيما بعد الفتوح. وأكد هذا اختلاف شعر الفتح في شكله وفي مضمونه عن شكل أمثال هاتين القصيدتين، وما هو بين من اختلاف في الصياغة بين
اسم الکتاب : شعر الفتوح الاسلاميه في صدر الاسلام المؤلف : النعمان عبد المتعال القاضي    الجزء : 1  صفحة : 297
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست