responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رساله الطيف المؤلف : الإربلي، بهاء الدين    الجزء : 1  صفحة : 17
لا تبك ليلى ولا تطرب إلى هند ... واشرب على الورد من حمراء كالورد
كأسا إذا انحدرت من كف شاربها ... أجدته حمرتها في العين والخد
فالخمر ياقوتة والكأس لؤلؤة ... من كف جارية ممشوقة القد
تسقيك من يدها خمرا ومن فمها ... خمرا فمالك من سكرين من بد
لي نشوتان وللندمان واحدة ... شيء خصصت به من بينهم وحدي
وقال: من الكامل
ومدامة تحيا النفوس بها ... جلت مآثرها عن الوصف
من كف ساقية مقرطقة ... ناهيك من أدب ومن ظرف
وقال: من الخفيف
عنقت في الدنان حتى استفادت ... نور شمس الضحى وبرد الظلال
ولعمر المدام إن قلت فيها ... إن فيها لموضعا للمقال
وقال: من الطويل
فطب بحديث عن نديم مساعد ... وساقية سن المراهق للحلم
ضعيف كر الطرف تحسب أنها ... قريبة عهد بالإفاقة من سقم
هذا هو الشعر الذي تستشعر به النفوس مسرة، ويلوح على وجه الأشعار غرة، وماذا عسى أن يقال في شيخ الصناعة، وفارس البراعة، وقال: من المديد
يا شقيق النفس من حكم ... نمت عن ليلى، ولم أنم
وقد قيل أنها قيلت فيه، والذي قالها والبة بن الحباب والمشهور أنها له، يقول فيه:
عتقت حتى لو اتصلت ... بلسان ناطق وفم
لاحتبت في القوم مائلة ... ثم قصت قصة الأمم
قرعتها بالمزاج يد ... خلقت للكأس والقلم
في ندامى سادة زهر ... أخذوا اللذات عن أمم
فتمشت في مفاصلهم ... كتمشي البرء في السقم
فعلت في البيت إذ مزجت ... مثل فعل النار في الظلم
فاهتدى ساري الظلام بها ... كاهتداء السفر بالعلم
وليكن هذا المقدار من شعره كافيا في هذا المختصر، ولو أردت الإطالة، لأتيت بكل شعره، فكله غرر، وقال ابن نباتة السعدي وأجاد.
من الطويل
نعمت بها يجلو علي كؤوسه ... أغر الثنايا واضح الجيد أحور
فوالله ما ادري أكانت مدامة ... من الكرم تجنى أم من الشمس تعصر
إذا صبها جنح الظلام وعبها ... رأيت رداء الليل يطوي وينشر
وقال ابن الجهم: قلت لجارية، نجعل الليلة مجلسنا في القمر، فقالت: ما أولعك بالجمع بين الضرائر، قلت فأي الشراب أحب إليك.
قالت: ما ناسب روحي في الخفة ونكهتي في الطيب، وريقي في اللذة، ووجهي في الحسن وخلقي في السلاسة،.
وقال ديك الجن: من الطويل
فقام تكاد الكأس تخضب كفة ... وتحسبه من وجنتيه استعارها
مشمشعة من كف ظبي كأنما ... تناولها من خده فأدارها
وقال آخر مجزوء الكامل
رق الزجاج ورقت الخمر ... فتشابها فتشاكل الأمر
فكأنما خمر ولا قدح ... وكأنما قدح ولا خمر
قال آخر: من الطويل
وحمراء قبل الزج صفراء بعده ... بدت بين ثوبي نرجس وشقاق
حكت وجنة المعشوق صرفاً فساطوا ... عليها مزاجا فاكتسبت لون عاشق
وقال ابن دريد من الكامل
ثقلت زجاجات أتتنا فرغا ... حتى إذا ملئت بصرف الراح
خفت فكادت أن تطير بما حوت ... وكذا الجسوم تخف بالأرواح
وقال أبو عثمان الخالدي: من الخفيف
هتف الصبح بالدجى فاسقنيها ... قهوة تترك الحليم سفيها
لست أدري من رقة وصفاء ... هي في كأسها أم الكأس فيها
وقال التنوخي من المتقارب
وراح من الشمس مخلوقة ... بدت لك في قدح من نهار
هواء ولكنه جامد ... وماء ولكنه غير جاري
كأن المدير لها باليمين ... إذا قام للشرب أو باليسار
تدرع ثوبا من الياسمين ... له فرد كم من الجلنار
وقيل وتروى ليزيد بن معاوية: من الطويل
وإني من لذات دهري لقانع ... بحلو حديث أو بمر عتيق
هما ما هما لم يبق شيء سواهما ... حديث صديق أو عتيق رحيق
وقال آخر: من الكامل
ومدامة حمراء في قارورة ... زرقاء تحملها يد بيضاء
فالراح شمس والحباب كواكب ... والكف قطب والإناء سماء
وقال محي الدين رحمه الله يصف مجلسا. من الكامل
في المجلس ظهرت سرائر حسنه ... وجلت بصائرنا وجوه سروره
فكأنه فلك السماء كؤوسه ... كشموسه وسقاته كبدوره
وقال الحماني من الكامل
اسم الکتاب : رساله الطيف المؤلف : الإربلي، بهاء الدين    الجزء : 1  صفحة : 17
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست