اسم الکتاب : ربيع الأبرار و نصوص الأخبار المؤلف : الزمخشري الجزء : 5 صفحة : 398
السفينة فتقلبها، و تضربها فتكسرها.
و سمعت أنا من بعض البحارين بمكة: و نحن قعود عند باب بني شيبة، يصف لي القرش فيقول: هو مدور الخلقة، و عظمه كما بين مقامنا هذا إلى الكعبة، و من شأنه أن يتعرض للجلاب، و هي السفن الكبار، فلا يرده شيء إلا أن يأخذ أهلها المشاعل، فثم الحذر و المرور على وجهه كالبرق، كل شيء عنده جلل إلا النار.
و قال: رأيت ملاحا يصعد في المردي فلما نصفه خرّ مقطوعا نصفين فنظرنا فإذا القرش قد ضربه بذنبه.
و به سميت قريش، قال المشمرج بن عمرو الحميري:
و قريش هي التي تسكن البحـ # ربها سميت قريش قريشا
تأكل الغث و السمين و لا تتـ # رك فيه لذي جناحين ريشا
3-و للشريف الرضي ذي المناقب في قطعة له مليحة:
يبرهن العدلي و الـ # مجبر في وعاوعه
و القرش لا يروعه الـ # نقيق من ضفادعه
4-حكي أن تمساحا و أسدا اعتلجا على شريعة [1] ، فضربه التمساح بذنبه، و ضغم الأسد رأسه، فماتا جميعا.
5-ذل التمساح على وجه الأرض شبيه بذل الأسد في الماء الغمر، يذل حتى يركب الصبي ظهره، و يقبض على أذنيه كيف شاء، و يفعل ذلك غلمان السواد بشاطئ الفرات إذا احتملت الأسود المدود.
6-و يكون في النيل و خلجانه خيل في صور خيل البر، و هي تأكل التماسيح، و ربما خرجت فرعت الزروع، و إذا رأى أهل مصر حوافراها علموا أن ماء النيل ينتهي في طلوعه إلى ذلك المكان. و إذا أصابوا منها