responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حياة الحيوان الكبري المؤلف : الدميري    الجزء : 1  صفحة : 5

تكاد تتوقف، حتى تشتعل في غير مكان، كل ذلك كان عائقا في وجه أي نهضة علمية شاملة، و لم يكن من السهل تخطي ذلك الواقع، خصوصا و أن بغداد عاصمة العلم و الحضارة في المنطقة كلها قد سقطت وضاع بسقوطها تراث أجيال، في العلوم المختلفة، و تشتت أهل العلم، فمنهم من قضى نحبه، و منهم من هام على وجهه ينشد الأمن و النجاة، و كان لحسن حظ بعضهم أن يمموا شطر مصر، فأفادوا منها و أعطوها من غزير علومهم، و بذلك تحوّلت الحركة العلمية إلى القاهرة فتوافد أهل العلم من جميع الأقطار الإسلامية، و العربية، إلى عاصمة الخلافة، نظرا لما تحتله هذه العاصمة من مكانة في قلوب أهل الإسلام باعتبارها ترفع راية الجهاد ضد قوى الطغيان و الغزو، فضلا عن الرعاية التي لقيها أهل العلم في العهود المختلفة و في الدولتين.

و رعاية المماليك للعلم و العلماء، تتمثل بإقامتهم للمدارس، و قد اوقفوا لها الأوقاف، و أجروا الرواتب على المعلمين و المتعلمين، و اهتموا بالمساجد، فعينوا لها الخطباء و الأئمة حتى غدت هي أيضا مراكز علمية مشعة، فمن المساجد التي لعبت دورا بارزا في النهضة، الجامع الأزهر و قد ساهم في إحياء العلوم المختلفة، علوم اللغة و الطب و الرياضيات و الموسيقى و الحديث النبوي و علوم القرآن و غير ذلك من علوم العصر، و من المساجد التي لعبت الدور نفسه، جامع العطارين بالاسكندرية، و جامع دمياط، و جامع اسيوط، و قوص، و قفط. كما رعى السلاطين المدارس الدينية التي كانت تدرس الفقه على المذاهب الأربعة، و جامع عمرو بن العاص الذي كان يضم أربعين حلقة.

و من الجدير بالذكر، أن ديوان الإنشاء كان من المؤسسات التي ساهمت في الإبقاء على العربية كلغة للتأليف و الكتابة، باعتبار أن هذا الديون، هو الأكثر نشاطا في حقل الكتابة، فهو السجل الرسمي للدولة و فيه تدون كافة الوثائق الصادرة، و الواردة، و كان يقوم بذلك كتاب أدباء بلغاء عملوا على إغناء العربية بأساليبهم الرفيعة، و لو طغى عليها بعض التصنع في بعض الأحيان.

و لا يفوتنا أن ننوه بما كان للقضاء من دور مميز، هو الآخر، حمل عبئا غير قليل في التّمكين للعربية و لأساليب التعبير من خلال ما يدونه القضاة من عهود و مواثيق و أحكام. و نظرا لما تقدم، فباستطاعتنا أن نرصد مئات الأعلام، علماء و أدباء، فمن المؤرخين أبو المحاسن، يوسف بن تغري بردي المتوفى سنة 874 هـ، و شمس الدين السخاوي المتوفى سنة 902 هـ، و تقي الدين المقريزي المتوفى سنة 845 هـ. و ابن إياس المتوفى سنة 930 هـ. و في اللغة و الأدب: جلال الدين السيوطي المتوفى سنة 911 هـ و الذي تعد مؤلفاته بالعشرات في كل علم و فن: في التفسير و الحديث و الفقه و اللغة و النحو، و ابن تيميه المتوفى سنة 728 هـ.

و من الجدير بالذكر أن أهل السلطة كانوا يقربون أهل المعرفة و الأدب، و لكنهم تشددوا مع المنحرفين عن الدين، و مع أهل الفلسفة، و من أهل الفلسفة التفتازاني سعد الدين، و عبد الرحمن الإيجي و نصير الدين الطوسي، و غيرهم.

اسم الکتاب : حياة الحيوان الكبري المؤلف : الدميري    الجزء : 1  صفحة : 5
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست