اسم الکتاب : حياة الحيوان الكبري المؤلف : الدميري الجزء : 1 صفحة : 484
اعتراضان: أحدهما قوله: يا جارية اسقيه، فإن هشام لم يكن يشرب الخمر، اللهم إلا أن كان يشرب بحضرته. و الثاني قوله: إن هشاما بعث إلى يوسف بن عمر الثقفي، فإنه في هذا التاريخ، لم يكن متوليا على العراق، و إنما كان واليا عليه في التاريخ المذكور خالد بن عبد اللّه القسري حسبما ذكره أهل التاريخ.
الخواص:
لحم الديوك حار يابس، باعتدال أجوده عند اعتدال أصواتها، و هو ينفع أصحاب القولنج، و يستحب كدها قبل ذبحها، و أكل لحمها يولد غذاء محمودا و يوافق من الأمزجة الباردة و من الأسنان الشيوخ، و من الزمان الشتاء. و الديوك العتيقة تنحل منها قوة في الطبخ، و لحمها يطلق البطن، و ينفع المفاصل، و الرعشة و الحمى العتيقة، ذات الأدوار، و لا سيما إذا عمل بملح كثير و ماء كرنب، و لبان القرطم و الإسفاناخ. و أما الفراخ فغذاؤها موافق لجميع الناس حين تبتدئ بالصياح. و الدجاج قبل أن يبيض. و ينبغي أن يواصل أكلها دائما. و أما خواص أجزائه فدم الديك أو دماغه إذا طلي به على لسع الهوام أبرأه، و الاكتحال بدمه ينفع البياض في العين، و عرف الديك إذا أحرق و سقي منه من يبول في فراشه أزال عنه ذلك و أبرأه.
و إذا طليت جبهة الديك و عرفه بدهن لم يصح. و إذا نتف الريش الطويل الذي في ذنبه، عند ركوبه على الدجاجة و هو يسفدها، و جعل في مجرى الحمام، فمن اغتسل من ذلك الماء أنعظ. و في طرف جناحيه عظمتان، إذا علقت اليمنى على من به الحمى الدائمة أبرأته، و إذا علقت اليسرى على من به حمى الربع أبرأته. و هاتان العظمتان يمنعان الإعياء و النعاس إذا علقتا على بهيمة.
و خصيته إذا شويت و أكلتها المرأة التي لا تحبل، في حيضها قبل الطهر بثلاثة أيام، و جامعها زوجها حبلت. و إذا أخذ هذا العضو من يريد الجماع الكثير، و صره في قرطاس و علقه على عضده الأيسر، أنعظ انعاظا شديدا عجيبا، فإذا حله سكن ذلك عنه. و عرف الديك الأبيض أو الأحمر إذا بخر به المجنون نفعه نفعا عجيبا. و مرارة تخلط بمرق ضأن و تؤكل على الريق تذهب النسيان، و تذكر ما نسي. و دمه يخلط بعسل و يعرض على النار، و يطلى به الذكر يقوي الذكر و الباه. و خصية الديك تعلق على الديك المهارش لا يغلبه ديك.
التعبير:
الديك تدل رؤيته على الخطيب و المؤذن، و القارئ المطرب، و ربما دلت رؤيته على الرجل الذي يأمر بالمعروف و لا يأتيه، لأنه يذكر بالصلاة و لا يصلي، و ربما دلت رؤيته على الرجل الكثير النكاح، أو السمار الكثير العياط، أو الزمار الذي يأوي إلى النساء، أو الحارس، و ربما دلت رؤيته على الرجل الكريم المؤثر على نفسه بما يحتاج إليه، أو القانع بما يجد أو الناقص الحظ، و العائل أو الكثير الوقوع في الشدائد، و ربما تدل رؤيته على رب الدار كما أن الدجاجة ربة البيت، و يعبر أيضا بمملوك، لأنه ضمن المدرج لنوح عليه الصلاة و السلام لما أنفذه، يكشف خبر الماء إن كان نقص فغدر و لم يأت، فبقي الديك رهينا كالمملوك من ذلك الزمان و امتنع من الطيران.
و قيل: الديك في المنام رجل محارب من قبل المماليك. و قيل: الديك إذا كان أبيض أفرق فأنه مؤذن، فمن ذبحه في المنام، فإنه لا يجيب المؤذن، و قيل: رؤية الديك تدل على مصاحبة العلماء و أولي الحكمة. روي أن رجلا أتى ابن سيرين، فقال له: رأيت كأن ديكا دخل منزلي فلقط حبات شعير كانت فيه، فقال له ابن سيرين: إن سرق لك شيء فأعلمني. فما كان إلا أيام إذ أتى الرجل
اسم الکتاب : حياة الحيوان الكبري المؤلف : الدميري الجزء : 1 صفحة : 484