responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حياة الحيوان الكبري المؤلف : الدميري    الجزء : 1  صفحة : 447

امرأة في هرة لأنها ذات روح فأشبهت العبد. فإن لم تكن ترعى لزمه أن يعلفها و يسقيها إلى أول شبعها و ريها دون غايتهما، و إن كانت ترعى لزمه إرسالها لذلك حتى تشبع و تروى بشرط فقد السباع العادية و وجود الماء، فإن اكتفت بكل من الرعي أو العلف خير بينهما فإن لم تكتف إلا بهما الزماه، و إن احتاجت البهيمة إلى السقي و معه ماء يحتاج إليه لطهارته سقاها و تيمم، فإن امتنع من العلف أجبر في مأكولة على بيع أو علف أو ذبح، و في غيرها على بيع أو علف صيانة لها عن الهلاك فإن لم يفعل فعل الحاكم ما تقتضيه المصلحة، فإن كان له مال ظاهر بيع في النفقة، فإن تعذر جميع ذلك فمن بيت المال.

فائدة:

يستحب أن يقول عند ركوب الدابة ما رواه الحاكم و الترمذي و صححاه عن علي بن ربيعة، قال: شهدت علي بن أبي طالب رضي اللّه تعالى عنه، و قد أتى بدابة ليركبها، فلما وضع رجله في الركاب قال: بسم اللّه، فلما استوى على ظهرها قال: الحمد للّه، ثم قال: سبحان الذي سخر لنا هذا و ما كنا له مقرنين و إنا إلى ربنا لمنقلبون. ثم قال: الحمد للّه ثلاث مرات، ثم قال:

اللّه أكبر ثلاث مرات، ثم قال: سبحانك اللهم إني ظلمت نفسي فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ثم ضحك. فقيل: يا أمير المؤمنين من أي شي‌ء ضحكت؟قال: رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم فعل كما فعلت، فقلت: يا رسول اللّه من أي شي‌ء ضحكت؟قال: «إن ربك تعالى يعجب من عبده إذا قال: رب اغفر لي ذنوبي يعلم أنه لا يغفر الذنوب غيري» [1] .

و روى أبو القاسم الطبراني، في كتاب الدعوات، عن عطاء عن ابن عباس رضي اللّه تعالى عنهما، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أنه قال: «إذا ركب العبد الدابة و لم يذكر اسم اللّه تعالى، ردفه الشيطان، فقال: تغن فإن كان لا يحسن الغناء، قال له: تمن فلا يزال في أمنيته حتى ينزل» . و فيه عن أبي الدرداء رضي اللّه أن النبي صلى اللّه عليه و سلم‌ [2] قال: «من قال إذا ركب دابة: بسم اللّه الذي لا يضر مع اسمه شي‌ء سبحانه ليس له سمي، سبحان الذي سخر لنا هذا و ما كنا له مقرنين، و إنا إلى ربنا لمنقلبون، الحمد للّه رب العالمين، و صلى اللّه على سيدنا محمد و عليه السلام. قالت: الدابة:

«بارك اللّه عليك من مؤمن خففت، عن ظهري و أطعت ربك، و أحسنت إلى نفسك بارك اللّه لك في سفرك و أنجح حاجتك» .

و روى ابن أبي الدنيا عن محمد بن ادريس عن أبي النضر الدمشقي عن إسماعيل ابن عياش، عن عمرو بن قيس الملائي، أنه قال: إذا ركب الرجل الدابة، قالت: اللهم اجعله بي رفيقا رحيما، فإذا لعنها، قالت: على أعصانا للّه لعنة اللّه. و في كامل ابن عدي في ترجمة عباد، ابن كثير الثقفي، و كان شعبة، لا يستغفر له، أنه روى عن ابن طاوس عن أبيه، عن ابن عمر رضي اللّه تعالى عنهما، أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: «اضربوا الدواب على النفار و لا تضربوها على العثار» .

فرع:

يجوز الارداف على الدابة إذا كانت مطيقة، و لا يجوز إذا لم تطقه. ففي الصحيحين‌ [3] عن اسامة بن زيد رضي اللّه تعالى عنه أن النبي صلى اللّه عليه و سلم «أردفه حين دفع من عرفات


[1] رواه أبو داود في الجهاد: 64.

[2] رواه مسلم و الترمذي و أبو داود. أنظر رياض الصالحين ص 412.

[3] البخاري جهاد: 59. مسلم حج: 147.

اسم الکتاب : حياة الحيوان الكبري المؤلف : الدميري    الجزء : 1  صفحة : 447
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست