responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حياة الحيوان الكبري المؤلف : الدميري    الجزء : 1  صفحة : 384

فائدة:

لما حان لموسى و الخضر أن يتفرقا قال له الخضر عليه السلام: لو صبرت لأتيت على ألف عجب كل عجب أعجب مما رأيت!فبكى موسى عليه السلام على فراقه ثم قال موسى للخضر عليهما السلام: أوصني يا نبي اللّه فقال له الخضر: يا موسى اجعل همك في معادك، و لا تخض فيما لا يعنيك، و لا تترك الخوف في أمنك، و لا تيأس من الأمن في خوفك، و تدبير الأمور في علانيتك، و لا تذر الإحسان في قدرتك. فقال له موسى: يا نبي اللّه، فقال له الخضر: يا موسى إياك و اللجاجة، و لا تمش في غير حاجة، و لا تضحك من غير عجب، و لا تعير أحدا من الخطائين بخطاياهم بعد الندم، و ابك على خطيئتك يا ابن عمران. فقال له موسى عليه السلام: قد أبلغت في الوصية فأتم اللّه عليك نعمته، و عمرك في طاعته، و كلأك من عدوه. فقال الخضر عليه السلام: و أوصني أنت، فقال له موسى: إياك و الغضب إلا في اللّه، و لا ترض عن أحد إلا في اللّه، و لا تحب الدنيا و لا تبغض لدنيا، فإن ذلك يخرج من الإيمان و يدخل في الكفر، فقال له الخضر: لقد أبلغت في الوصية فأعانك اللّه على طاعته، و أراك السرور في أمرك، و حببك إلى خلقه، و أوسع عليك من فضله، فقال موسى عليه السلام: آمين. رواه السهيلي. و قال البغوي:

روي أن موسى لما أراد أن يفارق الخضر عليه السلام، قال له: أوصني، قال له: يا موسى لا تطلب العلم لتحدث به، و اطلبه لتعمل به.

تتمة:

في كتاب الهواتف، لأبي بكر بن أبي الدنيا أن علي بن أبي طالب رضي اللّه تعالى عنه، لقي الخضر عليه السلام و علمه هذا الدعاء، و ذكر فيه ثوابا عظيما و رحمة، لمن قاله في دبر كل صلاة و هو: يا من لا يشغله سمع عن سمع، و يا من لا تعطله المسائل، و يا من لا يبرمه إلحاح الملحين، أذقني برد عفوك و حلاوة رحمتك. و ذكر في كتابه أيضا عن عمر رضي اللّه تعالى عنه، في هذا الدعاء بعينه، نحو ما ذكر عن علي رضي اللّه عنه في سماعه من الخضر عليه السلام.

عجيبة:

روى الإمام الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي في كتابه المتفق و المفترق في ترجمة أسامة بن زيد التنوخي أنه ولي مصر للوليد بن عبد الملك بن مروان، و لأخيه سليمان، و هو الذي بنى مقياس النيل العتيق، الذي بجزيرة فسطاط مصر، ذكره ابن يونس في تاريخه. ثم روى الخطيب في ترجمة أسامة هذا أن صنما كان بالإسكندرية يقال له شراحيل، على حشفة من حشف البحر، مستقبلا بإصبع من أصابع كفه القسطنطينية لا يدري أ كان مما عمله سليمان النبي عليه الصلاة و السلام أو الإسكندر، تصاد عنده الحيتان، و كانت الحيتان تدور حوله و حول الإسكندرية، و كان قدم الصنم طول قامة الرجل إذا انبطح، و مد يديه فكتب أسامة بن زيد، و هو عامل مصر للوليد بن عبد الملك: يا أمير المؤمنين إن عندنا بالإسكندرية صنما يقال له شراحيل، و هو من نحاس، و قد غلت علينا الفلوس، فإن رأى أمير المؤمنين أن ننزله و نجعله فلوسا فعلنا، و إن رأى غير ذلك فليكتب إلينا بما نعتمده في أمره. فكتب إليه: لا تنزله حتى أبعث إليك أمناء يحضرونه. فبعث إليه رجالا أمناء، فأنزلوا الصنم عن الحشفة، فوجدت عيناه ياقوتتين حمراوين ليس لهما قيمة، فضربه أسامة بن زيد فلوسا فانطلقت الحيتان و لم ترجع إلى ذلك المكان أبدا بعد أن كانت لا تفارقه ليلا و لا نهارا و تصاد بالأيدي.

الحوشي:

النعم المتوحشة. و يقال: إن الإبل الحوشية منسوبة إلى الحوش و هي فحول جن‌

اسم الکتاب : حياة الحيوان الكبري المؤلف : الدميري    الجزء : 1  صفحة : 384
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست