responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حياة الحيوان الكبري المؤلف : الدميري    الجزء : 1  صفحة : 376

إن سبب ابتلاء يعقوب بيوسف صلّى اللّه عليهما و سلّم أنه اجتمع يوما، هو و ابنه يوسف على أكل حمل مشوي، و هما يضحكان و كان لهما جار يتيم، فشم رائحته و اشتهاه و بكى و بكت جدة له عجوز لبكائه، و بينهما جدار، و لا علم عند يعقوب و ابنه بذلك، فعوقب يعقوب بالبكاء أسفا على يوسف، إلى أن ابيضت عيناه من الحزن، فلما علم بذلك كان بقية حياته يأمر مناديا ينادي على سطحه ألا من كان مضطرا فليتغدّ عند آل يعقوب. و عوقب يوسف بالمحنة التي نصّ اللّه عليها انتهى. قلت: و هذا الكلام لا أعتقد له صحة و قد عجبت من القاضي عياض رحمه اللّه كيف ذكره في كتابه و الذي يجب تنزيههما عن هذه الرذيلة و إنما ذكرته لأنبه على أنه لا يعتقد صحته، و إن كان الطبراني قد روى، في معجمه الأوسط و الصغير، من حديث أنس رضي اللّه عنه عن النبي صلى اللّه عليه و سلم في حديث طويل، شيئا من ذلك، و أن يعقوب كان بعد ذلك إذا أراد الغداء أمر مناديا ينادي: ألا من أراد الغداء فليتغد مع يعقوب، و إذا كان صائما نادى مناد: ألا من كان صائما فليفطر مع يعقوب فإنما رواه الطبراني عن شيخه محمد بن أحمد الباهلي البصري. و هو ضعيف جدا. و كذا رواه البيهقي في الشعب في الباب الثاني و العشرين و ذكر الواحدي في تفسير قوله تعالى: إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ [1] أن ريح الصبا استأذنت ربها عزّ و جلّ أن تأتي يعقوب بريح يوسف قبل أن يأتيه البشير فأذن لها فلذلك يستروح كل محزون بريح الصبا و هي من ناحية المشرق فيرتاح إلى الأوطان و الأحباب و أنشد:

أيا جبلي نعمان باللّه خليا # نسيم الصّبا يسري إلي نسيمها [2]

فإن الصبا ريح إذا ما تنسمت # على نفس مهموم تجلت همومها

حمنان:

بفتح الحاء المهملة صغار القردان واحدته حمنانة و حمنة و هي من القراد دون الحلم.

الحمولة:

قال الجوهري: هي بالفتح الإبل التي تحمل و كذلك كل ما احتمل عليه الحي من حمار أو غيره سواء كانت عليه الأحمال أو لم تكن. و فعول تدخله الهاء إذا كان بمعنى مفعول بها. قال اللّه تعالى: وَ مِنَ اَلْأَنْعََامِ حَمُولَةً وَ فَرْشاً [3] و سيأتي له ذكر في باب الفاء إن شاء اللّه تعالى.

الحميمق:

قال ابن سيده: إنه طائر يصيد القطا و الجنادب و نحوهما و سمعت بعض أهل العلم يقول: إنه الباشق و يفسر به قول أبي الوليد الأزرقي في تاريخ مكة. و هو قال ابن جريج قلت لعطاء: إذا كنت محرما أ فأقتل العقاب؟قال: أقتل. قلت: و الصقر و الحميمق فإنهما يأخذان حمام المسلمين؟قال: اقتل و اقتل البعوض و الذباب و اقتل الذئب فإنه عدو ذكره في تعظيم الحرم.

حميل حر:

بالضم و قد يكسر طائر معروف.

الحنش:

بفتح الحاء المهملة و النون و بالشين المعجمة الحية. و يقال الأفعى و الجمع


[1] سورة يوسف: الآية 94.

[2] البيت و ما يليه في وفيات الأعيان: 4/222، دون عزو. و فيه: «يخلص إلى نسيمها» .

[3] سورة الأنعام: الآية 142.

اسم الکتاب : حياة الحيوان الكبري المؤلف : الدميري    الجزء : 1  صفحة : 376
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست