اسم الکتاب : حياة الحيوان الكبري المؤلف : الدميري الجزء : 1 صفحة : 292
فجعل الجنادب يقعن فيها» الحديث رواه مسلم و الترمذي كلاهما عن قتيبة بن سعيد، عن المغيرة ابن عبد الرحمن عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي اللّه تعالى عنه، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم.
و في حديث ابن مسعود «كان يصلي الظهر و الجنادب ينفرن من الرمضاء» أي تثب من شدة حرارة الأرض.
الجندع:
كقنفذ جندب أسود له قرنان طويلان، و هو أثخن الجنادب و لا يؤكل قاله ابن سيده. و قال أبو حنيفة الجندع جندب صغير.
الجن:
أجسام هوائية قادرة على التشكل بأشكال مختلفة، لها عقول و أفهام و قدرة على الأعمال الشاقة. و هم خلاف الإنس. الواحد جني و يقال: إنما سميت بذلك لأنها تتقى و لا ترى و جن الرجل جنونا، و أجنه اللّه فهو مجنون، و لا تقل مجن و قولهم في المجنون: ما أجنه شاذ لا يقاس عليه، لأنه لا يقال في المضروب: ما أضربه، و لا في المشكوك ما أشكه. روى الطبراني بإسناد حسن، عن أبي ثعلبة الخشني، أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال [1] : «الجن ثلاثة أصناف، فصنف لهم أجنحة يطيرون بها في الهواء، و صنف حيات و صنف يحلون و يظعنون» . و كذلك رواه الحاكم، و قال: صحيح الإسناد، و سيأتي إن شاء اللّه تعالى، في باب الخاء المعجمة في الكلام على الخشاش، حديث أبي الدرداء رضي اللّه تعالى عنه، أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال [2] : خلق اللّه الجن ثلاثة أصناف: صنف حيات و عقارب و خشاش الأرض، و صنف كالريح في الهواء، و صنف كبني آدم عليهم الحساب و العقاب، و خلق الإنس ثلاثة أصناف: صنف كالبهائم قال اللّه عز و جل إِنْ هُمْ إِلاََّ كَالْأَنْعََامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً[3] و قال تعالى: لَهُمْ قُلُوبٌ لاََ يَفْقَهُونَ بِهََا وَ لَهُمْ أَعْيُنٌ لاََ يُبْصِرُونَ بِهََا وَ لَهُمْ آذََانٌ لاََ يَسْمَعُونَ بِهََا أُولََئِكَ كَالْأَنْعََامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولََئِكَ هُمُ اَلْغََافِلُونَ[4]
و صنف أجسادهم كأجساد بني آدم، و أرواحهم كأرواح الشياطين. و صنف في ظل اللّه عز و جل يوم لا ظل إلا ظله» . قال ابن حبان رواه يزيد بن سفيان الرهاوي، عن أبي المنيب عن يحيى بن كثير، عن أبي سلمة عن أبي الدرداء رضي اللّه عنه، و يزيد بن سفيان ضعفه يحيى بن معين و الامام أحمد بن حنبل و ابن المديني.
الحكم:
أجمع المسلمون قاطبة على أن نبينا محمدا صلى اللّه عليه و سلم مبعوث إلى الجن كما هو مبعوث إلى الإنس قال اللّه تعالى وَ أُوحِيَ إِلَيَّ هََذَا اَلْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ[5] و من بلغ، و الجن بلغهم القرآن.
و قال تعالى: وَ إِذْ صَرَفْنََا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ اَلْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ اَلْقُرْآنَ[6] الآية. و قال [7] تبارك و تعالى:
تَبََارَكَ اَلَّذِي نَزَّلَ اَلْفُرْقََانَ عَلىََ عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعََالَمِينَ نَذِيراً و قال عز و جل وَ مََا أَرْسَلْنََاكَ إِلاََّ رَحْمَةً لِلْعََالَمِينَ[8] و قال تعالى: وَ مََا أَرْسَلْنََاكَ إِلاََّ كَافَّةً لِلنََّاسِ[9] قال الجوهري: الناس قد تكون من الإنس و الجن، و قال تعالى خطابا للفريقين: سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ اَلثَّقَلاََنِ `فَبِأَيِّ آلاََءِ رَبِّكُمََا