اسم الکتاب : حياة الحيوان الكبري المؤلف : الدميري الجزء : 1 صفحة : 282
و ذلك من شهوته للغائط لأنه قوته. روى الطبراني و ابن أبي الدنيا في كتاب العقوبات، و البيهقي في شعب الايمان، عن ابن مسعود رضي اللّه تعالى عنه، أنه قال: إن ذنوب بني آدم لتقتل الجعل في حجره. و روى الحاكم عن أبي الأحوص عن ابن مسعود أنه قرأ وَ لَوْ يُؤََاخِذُ اَللََّهُ اَلنََّاسَ بِمََا كَسَبُوا مََا تَرَكَ عَلىََ ظَهْرِهََا مِنْ دَابَّةٍ وَ لََكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلىََ أَجَلٍ مُسَمًّى[1] ثم قال: كاد الجعل يعذب في حجره بذنب بني آدم. ثم قال الحاكم: صحيح الإسناد و لم يخرجاه. و قال مجاهد في قوله تعالى:
و روى أبو داود و الترمذي و حسنه و هو آخر حديث في جامعه، قبل العلل، و ابن حيان عن أبي هريرة رضي اللّه تعالى عنه، أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: «ان اللّه قد أذهب عنكم عيبة الجاهلية و فخرها بالآباء إما مؤمن تقي أو فاجر شقي، أنتم بنو آدم، و آدم من تراب، ليسد عن رجال فخرهم بأقوام ما هم إلا فحم من فحم جهنم، أو ليكونن على اللّه أهون من الجعل الذي يدفع بأنفه النتن» [3] و في رواية: أهون على اللّه من الجعل يدفع الخراء بأنفه» [4] و في مسند أبي داود الطيالسي، و شعب الايمان عن ابن عباس رضي اللّه تعالى عنهما أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: «لا تفخروا بآبائكم الذين ماتوا في الجاهلية فو الذي نفسي بيده لما يدحرج الجعل بأنفه خير من آبائكم الذين ماتوا في الجاهلية» [5] . و روى البزار في مسنده عن حذيفة رضي اللّه تعالى عنه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:
«كلكم بنو آدم و آدم من تراب، لينتهين قوم يفخرون بآبائهم، أو ليكونن أهون على اللّه من الجعلان» [6] . و كان عامر بن مسعود الجمحي الصحابي رضي اللّه تعالى عنه يلقب دحروجة الجعل لقصره و هو راوي حديث الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة و روى الرياشي عن الأصمعي قال:
مر بنا أعرابي ينشد ابنا له فقلنا له: صفه لنا فقال: كأنه دنينير. فقلنا له لم نره فذهب فلم نلبث أن جاء بصغير أسود كأنه جعل قد حمله على عنقه، فقلت له: لو سألتنا عن هذا لأرشدناك. فإنه لم يزل عامة يومه بين أيدينا ثم أنشد الأصمعي:
زينها اللّه في الفؤاد كما # زين في عين والد ولده
الحكم: يحرم أكله لاستقذاره.
الأمثال: قالوا [7] : «ألصق من جعل» لأنه يتبع الإنسان إلى الغائط كما تقدم. قال الشاعر:
إذا أتيت سليمى شب لي جعل # إن الشقي الذي يغري به الجعل
و هو يضرب للرجل يلصق به من يكرهه فلا يزال يهرب منه.
الخواص: إذا أخذ الجعل غير مطبوخ، و لا مملوح و جفف و شرب، من غير إضافة إلى غيره، نفع من لسع العقرب نفعا عظيما.
التعبير: الجعل في المنام عدو بغيض ثقيل، و ربما دل على رجل مسافر، ينقل الأموال من