اسم الکتاب : حياة الحيوان الكبري المؤلف : الدميري الجزء : 1 صفحة : 236
التفه
: و يسمى عناق الأرض، و الغنجل: نوع من السباع نحو الكلب الصغير على شكل الفهد، و صيده في غاية الجودة و الملاحة، و ربما واثب الإنسان فيعقره و لا يطعم غير اللحوم. و ربما صاد الكركي و ما قاربه من الطير، فيفعل به فعلا حسنا. و قد وصفه الناشئ [1] في أبيات منها:
فيه من البدر أشباه توافقه # منها له سفع في وجهه سود
كوجه ذا وجه هذا في تدوره # كأنه منه في الأجفان معدود
له من الليث ناباه و مخلبه # و من غرير الظباء النحر و الجيد [3]
إذا رأى الصيد أخفى شخصه أدبا # و قلبه باقتناص الطير مزءود [4]
الحكم:
يحرم أكله لعموم النهي عن أكل كل ذي ناب و مخلب من السباع. و قال بعض أصحابنا: إنه السنور البري و إنه قريب من الثعلب و إنه على شكل السنور الأهلي و في حكمه وجهان: أصحهما التحريم لأنه يأكل الفأر.
الأمثال:
قالت [5] العرب: «أغنى من التفه عن الرفه» . و الرفه التبن. و الأصل فيهما رفهة و تفهة قال حمزة: و جمعهما تفات و رفات قال الشاعر:
غنينا عن حديثكم قديما # كما غنى التفات عن الرفات
و يقال [6] أيضا: «استغنت التفه عن الرفه» . و ذلك أن التفه سبع لا يقتات الرفه أصلا، و إنما يغتذي باللحم فهو يستغني عن التبن، و المعروف في التفه و الرفه تخفيف الفاء و قال الأستاذ أبو بكر: هما مشددتان. و قد أوردهما الجوهري في باب الهاء فقال: التفه و الرفه، و في الجامع مثله، إلا أنه قال: و يخففان. و أما الأزهري [7] فإنه أورد الرفه في باب الرفت، بمعنى الكسر. و قال ثعلب عن ابن الأعرابي: الرفت التبن: و في المثل: «أغنى من التفه عن الرفت» قال الأزهري:
و التفه تكتب بالهاء، و الرفت بالتاء قال الميداني: و هذا من أصح الأقوال لأن التبن مرفوت أي مكسور.
التم:
طائر نحو الإوز في منقاره طول و عنقه أطول من عنق الأوز.
و حكمه
: الحل لأنه من الطيبات.
[1] عبد اللّه بن محمد، الناشئ الأنباري أبو العباس سكن مصر و مات فيها سنة 293 هـ-.