responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حياة الحيوان الكبري المؤلف : الدميري    الجزء : 1  صفحة : 199

و غيره. و قالوا [1] «كالحادي و ليس له بعير» . يضرب للمتشبع بما لم يعط، و أحسن من هذا و أوجز قوله‌ [2] صلى اللّه عليه و سلم: «المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور» .

و قال بعض المعمرين:

أصبحت لا أحمل السلاح و لا # أملك رأس البعير إذ نفرا

و الذئب أخشاه إن مررت به # وحدي و أخشى الرياح و المطرا

من بعد ما قوة أصيب بها # أصبحت شيخا أعالج الكبرا

تذنيب:

قال الإمام أبو الفرج بن الجوزي، في الأذكياء [3] و غيره، روي أن الحسن بن هانئ، الشهير بأبي نواس، قال استقبلتني امرأة في هودج على بعير، و لم تكن تعرفني، فأسفرت عن وجهها، فإذا هو في غاية الحسن و الجمال، فقالت: ما اسمك؟فقلت: وجهك.

فقالت: الحسن إذن. و مما يشبه هذا الذكاء، ما نقل أن المأمون غضب على عبد اللّه بن طاهر، و شاور أصحابه في الإيقاع به، و كان قد حضر ذلك المجلس صديق له، فكتب له كتابا فيه «بسم اللّه الرحمن الرحيم يا موسى» ، فلما فضه و وجد ذلك فعجب و بقي يطيل النظر إليه و لا يفهم معناه، و كانت له جارية واقفة على رأسه، فقالت له: يا سيدي إني أفهم معنى هذا. فقال: و ما هو؟فقالت: إنه أراد قوله‌ [4] تعالى: يََا مُوسى‌ََ إِنَّ اَلْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ و كان قد عزم على الحضور إلى المأمون، فثنى العزم عن ذلك و اعتذر للمأمون في عدم الحضور. فكان ذلك سبب سلامته. و أحسن من هذا ما ذكره ابن خلكان فقال: إن بعض الملوك غضب على بعض عماله، فأمر وزيره أن يكتب إليه كتابا يشخصه به، و كان للوزير بالعامل عناية فكتب إليه كتابا، و كتب في آخره إن شاء اللّه تعالى، و جعل في صدر النون شدة، فتعجب العامل كيف وقعت هذه الحركة من الوزير، إذ من عادة الكتاب أن لا يشكلوا كتبهم، ففكر في ذلك فظهر له أنه أراد إِنَّ اَلْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ ، فكشط الشدة و جعل مكانها ألفا، و ختم الكتاب و أعاده للوزير. فلما وقف عليه الوزير سر بذلك و فهم أنه أراد: إِنََّا لَنْ نَدْخُلَهََا أَبَداً مََا دََامُوا [5] فِيهََا و اللّه تعالى أعلم.

البغاث:

بفتح الباء الموحدة و كسرها و ضمها ثلاث لغات، و بالغين المعجمة، طائر أغبر دون الرخمة بطي‌ء الطيران، و هو من شرار الطير، و مما لا يصيد منها، و قال يونس: من جعل البغاث واحدا فجمعه بغثان مثل غزال و غزلان. و من قال للذكر و الأنثى بغاثة فالجمع بغاث مثل نعامة و نعام. و بغاث الطير شرارها و ما لا يصيد منها. قال الشيخ أبو إسحاق في المهذب في باب


[1] جمهرة الأمثال: 2/124.

[2] رواه مسلم في اللباس: 127. و أبو داود في الأدب: 83، و ابن حنبل: 6/90، 167، 345.

[3] الأذكياء: 219.

[4] سورة القصص: الآية 20.

[5] سورة المائدة: الآية 24.

اسم الکتاب : حياة الحيوان الكبري المؤلف : الدميري    الجزء : 1  صفحة : 199
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست