responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
اسم الکتاب : حدائق الازاهر المؤلف : ابن عاصم الأندلسي    الجزء : 1  صفحة : 120
وكان رجل شريف جمع قوماً من ندمائه ودفع إلى غلام له أربعة دراهم ليشتري بها فواكه للمجلس، فمر الغلام بمجلس منصور بن عمار الواعظ، وهو يسأل لفقير شيئاً، ويقول: من دفع له أربعة دراهم دعوت له أربع دعوات، فدفع له الغلام الدراهم، فقال له المنصور: ما الذي تريد أن أدعو لك به؟ فقال: أن يعتقني الله من العبودية، فدعا منصور، وأمن الناس على دعائه، قال: والثانية يا غلام؟ فقال أن يخلف الله على الدراهم فدعا له وأمن الناس، ثم قال له والثالثة يا غلام؟ فقال: أن يتوب الله على مولاي، فدعا وأمن الناس، ثم قال: والرابعة يا غلام؟ قال: أن يغفر الله لي ولمولاي ولك يا منصور وللحاضرين، فدعا منصور، وأمن الناس على دعائه، فرجع الغلام فقال له مولاه: لم أبطأت؟ فقص عليه القصة، قال: وبم دعا؟ قال: سألت لنفسي العتق، قال: اذهب، فأنت حر، قال: والثانية؟ قال: أن يخلف الله على الدراهم، قال: لك أربعة آلاف درهم، قال: والثالثة؟ قال: أن يتوب الله عليك، قال: تبت إلى الله عز وجل، قال: والرابعة؟ قال: أن يغفر الله لي ولك وله وللحاضري، قال: هذه واحدة ليست إلي، فلما بات رأى في المنام كأن قائلاً قال له: أنت فعلت ما كان إليك، أتراني لا أفعل ما كان إلي؟ قد غفرت لك وللغلام ولمنصور وللحاضرين أجمعين.
وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً، ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم، وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين.
اسم الکتاب : حدائق الازاهر المؤلف : ابن عاصم الأندلسي    الجزء : 1  صفحة : 120
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
صيغة PDF شهادة الفهرست