responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المطرب من أشعار أهل المغرب المؤلف : ابن دحية    الجزء : 1  صفحة : 2
أمّا أنا فبكيتُ من حُرَق الهوى ... وفِراقِ من أهوى أَأَنتِ كذاك

أمة العزيز
وأنشدني أخت جدي الشريفة الفاضلة، أمة العزيز، ابنة الشريف الأجل العالم أبي محمد العزيز ن الحسن بن الإمام العالم أبي البسام موسى بن عبد الله ابن الحسين بن جعفر الزكي بن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضي بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين الشهيد، سيد شباب أهل الجنة، ابن أم أبيها فاطمة الزهراء البتول، سيدة نساء أهل الجنة، صلى الله على أبيها وعليها، ورضي الله عن بعلها وبنيها:
لِحاظُكُم تَجرحُنا في الحَشَى ... ولحظُنَا يجرحكُمْ في الخدودْ
جُرحٌ بجرح فاجعلوا ذَا بذَا ... فما الذي أوجَبَ جرْحَ الصُّدودْ

المعتمد بن عباد
وأنشدونا للمعتمد على الله أبي القاسم محمد ملك إشبيلية، وابن ملكها عباد:
لكِ اللهُ كم أودعت قَلبي أسهماً ... وكم لكِ ما بين الجوانح من كَلْم
لحاظُكِ طولَ الدّهر حربٌ لمُهجتي ... ألا رحمةٌ تَئنيك يوماً إلى سَلْمِى

ولادة
وحدثني القاضي العدل أبو القاسم خلف بن عبد الملك بن بشكوال الأنصاري، بقراءتي عليه بقرطبة أم بلاد الأندلس؛ في العشر الآخر من صفر سنة أربع وسبعين وخمسمائة، قال في كتاب الصلة له: ولادة بنت المستكفي بالله؛ أمير المؤمنين، محمد بن عبد الرحمن بن عبيد الله بت الناصر عبد الرحمن بن محمد المرواني، من بني أمية بأندلسي؛ أديبة شاعرة؛ جزلة القول، حسنة الشعر؛ وكانت تخالط الشعراء وتساجل الأدباء، وتفوق البرعاء. سمعت شيخنا أبا عبد الله جعفر بن محمد بن مكي رحمة الله، يصف نباهتها وفصاحتها وحرارة نادرتها وجزالة منطقها وقال لي: لم يكن لها تصاون يطابق شرفها. وذكر لي أنها أتته معزية له في أبية إذ توفي رحمه الله سنة أربع وسبعين وأربعمائة، وتوفيت رحمها الله يوم مقتل الفتح بن محمد بن عباد يوم الأربعاء لليلتين خلتا من صفر سنة أربع وثمانين وأربعمائة، ولم تتزوج قط، وعمرت عمراً طويلاً إلى أيام المعتمد قال ذو النسبين رضي الله عنه: كانت الحسيبة ولادة في زمانها واحدة أوانها، حسن منظر ومخبر، وحلاوة مورد ومصدر، وكان مجلسها بقرطبة؛ منتدى احرار المصر، وفناؤها ملعباً لجياد النظم والنثر، يعشو أهل الأدب إلى ضوء غرتها، ويتهالك أفزاد الشعراء والكتاب على حلاوة عشرتها، إلى سهولة حجابها، وكثرة منتابها؛ تخلط ذلك بعلو نصاب، وسمو أحساب؛ على أنها - سمح الله لي ولها، وتغمد زللي وزللها - اطرحت التحصيل، وأوجدت إلى القول فيها السبيل؛ بقلة مبالاتها، ومجاهرتها للذاتها. كتبت - زعموا - على عاتقي ثوبها:
أَنَا واللهِ أصلُحُ للمعاليِ ... وأمشى مِشيَتِي وأتيهُ تِيهَا
وأُمكُن عاشقي من صَحْن خَدّي ... وأُعطِى قُبلتي من يَشْتَهيها
وكتبت إلى ذي الوزارتين أبي الوليد أحمد بن عبيد الله بن أحمد بن زيدون المخزومي القرطبي:
ترقَّب إذا جنَّ الظَّلامُ زِيارتي ... فإني رأيتُ الّليلَ أكَتَم للّسِّر
وبِي مِنك ما لو كان بالبَدْر ما بَدا ... وبالليل ما أدْجَى وبالنَّجم لم يَسْرِ
إلى أن يقول ابن زيدون: وتبنا بليلة نجتني أقحوان الثغور، ونقطف رمان الصدور، فلما انفصلت عنها صباحا، أنشدتها ارتياحا:
ودَّع الصَّبْر محٌّب ودَّعَك ... ذائِعاً من سرّه ما استودَعكْ
يقَرُع الِّسَّن على أن لَم يكُن ... زادَ في تِلك الخُطَا إذ شَيَّعَك
يا أخَا البدر سَنَاءً وسَنًى ... حَفِظَ الله زَماناً أطلَعك
إن يطُل بَعدَك ليَلِى فلَكَم ... بِتُّ أشكُو قِصَرَ الَّليلِ مَعَك
وله يتعزل فيها:
يا نازحاً وضميرُ القلب مثواهُ ... أنْسَتْك دنياكَ عبداً أنت مولاهُ
ألهْتك عنه فُكاهاتٌ تَلذُّ بها ... فليس يَجري ببالٍ منك ذِكراه
عَلَّ اللّيالي تُبقِّيني إلى أمدٍ ... الدّهُر يعلم والأيّام معناه
وله فيها:
يا قَمراً مطلعُه المغربُ ... قد ضاقَ بي في حُبِّكَ المذهب
اسم الکتاب : المطرب من أشعار أهل المغرب المؤلف : ابن دحية    الجزء : 1  صفحة : 2
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست