responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المطر والسحاب المؤلف : ابن دُرَیْد    الجزء : 1  صفحة : 2
إستقل: ارتفع في الهواء، والسد السحاب الذي يسد الأفق، والطفل اختلاط الظلام بعد غروب الشمس، وشصا ارتفع يعني السحاب، واحزأل أي انتصب، واكفهر تراكم وغلظ، وأرجاؤه نواحيه، الواحد رجا مقصور، احمومت اسودت، وهو سواد تخلطه حمرة، أرحاؤه أوساطه، وابذعرت تفرقت، والفوارق الواحدة فارق، وهي قطعه من السحاب تتفرق عنه مثل فرق الإبل، وهي النوق إذا أرادت الولادة فارقت الإبل وبعدت عنها حيث لا ترى فأنتجت؛ تضاحكت بوارقه شبه لمعان البرق بالضحك، واستطار انتشر، والودق قطر كبار يخرج من خلل السحاب قبل احتفال المطر، ارتتقت جوبه أي تلاءمت، والجوب الفرج، الواحدة جوبة، ووالهيدب: ما تدلى من السحاب في أعجازه فكأنه كالهدب له، وحشكت أخلافه هذا مثل، يقال حشك ضرع الناقة إذا امتلأ لبناً، والأخلاف: الواحد خلف، وهو الضرع للناقة خاصةً، وأردافه: مآخيره، وأكنافه: نواحيه؛ قوله: الرعد مرتجس أي تسمع له رجساً، وهو الصوت بهدة شديدة، ومنبجس منصب؛ والبرق مختلس كأنه يختلس الأبصار من شدة لمعانه، فأترع الغدر أي ملأها. والغدر جمع غدير، وأنبت الوجر أي حفرها وخربها، والوجر جمع وجار، وهو سرب الضبع، وللذئب والثعلب؛ وقوله: خلط الأوعال وبالآجال يريد أنه حط تلك الأوعال من رؤوس الجبال فخلطها بالآجال، والآجال واحدها إجل، وهي قطعان الوحش، وأنه حط تلك من رؤوس الجبال، فجمع بينها وبين البقر التي مراتعها القيعان لاحتمال السيل لها؛ وقوله: قرن الصيران بالرئال، والصيران: جمع صوار، وهو القطيع من بقر الوحش، والرئال: واحدها رأل، وهي فراخ النعام؛ وإنما يريد بهذا كله أن السيل غرق هذه الوحوش فجمع بين السهلي والجبلي؛ وقوله: للأودية هدير: أي تهدر كهدير الإبل لكثرة السيل؛ والشراج: الواحد شرج، وهي مجاري الماء من الغلظ إلى بطون الأودية.
والتلاع أفواه الأودية، الواحد تلعة، أي تزفر بالماء لفرط امتلائها، والنبع والعتم: ضربان من الشجر لا ينبتان إلى في الجبل، يقول: فحط السيل هذا الشجر من رؤوس الجبال إلى القيعان؛ وقوله لم يبق إلا معصم يريد أن الوعول خافت الغرق واستعصمت بالصخور، فنجا ما استعصم منها، وتجرجم ما لم يعتصم: أي صرع فاحتمله السيل؛ والمجرنثم المتقبض.
أخبرنا أبو حاتم وعبد الرحمن عن الأصمعي قال: سألت أعرابياً من بني عامر بن صعصعة عن مطر صاب بلادهم، فقال: نشا عارضاً فطلع ناهضاً، ثم ابتسم وامضاً، فأعتن في الأقطار فأشجاها، وامتد في الآفاق فغطاها، ثم ارتجز فهمهم، ثم دوى فأظلم، فأرك ودث وبغش وطش، ثم قطقط فأفرط، ثم ديم فاغمط، ثم ركد فأثجم، ثم وبل فسجم، وجاد فأنعم، فقمس الربى، وأفرط الزبى، سبعاً تباعاً، ما يريد انقشاعاً، حتى إذا ارتوت الحزون، وتضحضحت المتون، ساقه ربك إلى حيث شاء، كما جلبه من حيث شاء.
قال أبو بكر: قوله نشا عارضاً أي استقل، والعارض سحاب يعترض في أفق السماء؛ وقوله: طلع ارتفع، والوامض البرق، يقال: ومض السحاب وأومض: إذا رأيت البرق في عرضه يلمع لمعاناً خفياً كالتبسم؛ وقوله: فأشجاها أي ملأها؛ وقوله ارتجز يعني ارتجاز الرعد، وهمهم وهو أن تسمع للرعد همهمة كهمهمة الأسد؛ وقوله دوى أي سمعت له دوياً؛ وقوله: فأرك أي مطر ركا، والرك: مطر ضعيف، وكذلك الدث والجمع دثاث وركاك؛ والبغش دون الطش، والقطقط قطر متتابع أكثر من قطر الطش؛ وقوله: ديم الديمة: الديمة مطر يبقى أياماً لا يقلع؛ وقوله أغمط أي دام، وركوده دوامه ثابتاً لا يتحرك، وقوله أثجم أي أقام؛ وبل من الوابل، والوابل: المطر للكبار القطر، الشديد الوقع؛ والسجم: الصب؛ وقوله أنعم أي بالغ فيه، ومنه قولهم: دقاً نعماً: أي مبالغاً؛ وله: قمس الربى أي غوصها في الماء، والربى جمع رابية؛ وقوله أفرط أي ملأ، والزبى جمع زبية، وهي الحفرة تحفر للأسد والذئب أيضاً، والزبية لا تحفر إلا في موضع مرتفع، فإذا بلغ السيل إلى موضع الزبية فقد بلغ الغاية؛ وقوله ارتوت الحزون افتعلت من الري، والحزون الغلظ من الأرض، الواحد حزن؛ وقوله تضحضحت المتون: أي صار فوقها ضحضاح من الماء، وهو الماء يجري على وجه الأرض رقيقاً، والمتن: صلابة من الأرض فيها ارتفاع، وهو دون الحزن.
اسم الکتاب : المطر والسحاب المؤلف : ابن دُرَیْد    الجزء : 1  صفحة : 2
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست