responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المحاسن و الأضداد المؤلف : الجاحظ    الجزء : 1  صفحة : 33

محاسن المكاتبات‌

قال كعب العبسي لعروة بن الزبير: قد أذنبت ذنبا إلى الوليد بن عبد الملك، و ليس يزيل غضبه شي‌ء؛ فاكتب لي إليه، فكتب إليه: «لو لم يكن لكعب من قديم حرمته ما يغفر له عظيم جريرته، لوجب أن لا تحرمه التفيّؤ بظل عفوك الذي تأمله القلوب، و لا تعلق به الذنوب. و قد استشفع بي إليك، فوثقت له منك بعفو لا يخالطه سخط. فحقّق أمله، و صدق ثقتي بك، تجد الشكر وافيا بالنعمة» .

فكتب إليه الوليد: «قد شكرت رغبته إليك، و عفوت عنه لمعوّله عليك، و له عندي ما يحب، فلا تقطع كتبك عني في أمثاله و في سائر أمورك» .

و كتب عبد اللّه بن معاوية بن عبد اللّه بن جعفر إلى بعض اخوانه: «أما بعد، فقد عاقني الشك عن عزيمة الرأي، ابتدأتني بلطف من غير خبرة، ثم أعقبتني جفاء من غير ذنب. فأطمعني أوّلك في إحسانك، و أيأسني آخرك من وفاتك. فلا أنا في غير الرجاء مجمع لك اطراحا، و لا في غد انتظره منك على ثقة. فسبحان من لو شاء كشف إيضاح الرأي فيك، فأقمنا على ائتلاف أو افترقنا على اختلاف» [1] .

قال: و سخط مسلمة بن عبد الملك على العريان بن الهيثم، فعزله عن


[1] عبد اللّه بن معاوية بن عبد اللّه بن جعفر من شجعان الطالبين و أجوادهم و شعرائهم طلب الخلافة في أواخر الدولة الأموية بالكوفة و سيطر على بلاد فارس و استفحل أمره و قتل على يد أبي مسلم الخراساني خنقا.

اسم الکتاب : المحاسن و الأضداد المؤلف : الجاحظ    الجزء : 1  صفحة : 33
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست