responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المحاسن و الأضداد المؤلف : الجاحظ    الجزء : 1  صفحة : 319

و ما شرّ الثلاثة، أمّ عمرو # بصاحبك الذي لا تصحبينا

فأهدى العامل إليه كما أهدى إلى أخويه.

و روي عن أمير المؤمنين على عليه السلام، أن قوما من الدهاقين أهدوا إليه جامات فضّة، فيها الأخبصة، فقال: «ما هذا» ؟فقالوا: «يوم نيروز» !فقال: «نيروزنا كل يوم» ، فأكل الخبيص، و أطعم جلساءه، و قسم الجامات بين المسلمين، و حسبها لهم في خراجهم. و قيل: «إن جلساء المهدي إليه شركاؤه في الهدية، و الهدية، تجلب المودة، و تزرع المحبة، و تنفي الضغينة؛ و تركها يورث الوحشة، و يدعوا إلى القطيعة.

و الهدية تصيّر البعيد قريبا، و العدوّ صديقا، و البغيض وليا، و الثقيل خفيفا، و العبد حرّا، و الحرّ عبدا. و فيها قول الشاعر:

ما من صديق، و إن أبدى مودّته # يوما بأنجح في الحاجات من طبق

إذا تقنّع بالمنديل منطلقا، # لم يخش نبوة بوّاب و لا غلق

لا تكثرنّ، فإنّ الناس مذ خلقوا # لرغبة كلّ ما يعطون أو فرق!

و قال آخر:

إذا أردت قضاء الحاج من أحد # قدّم لنجواك ما أحببت من سبب

إنّ الهدايا لها حظّ إذا وردت # أحظى من الابن عند الوالد الحدب‌

و قد قيل: «كلّ يهدي على قدره» . و ذكروا أن سليمان بن داود، عليه السلام، بينا هو يسير بالريح، إذ أتى على عش قنبرة، فيها فراخ لها، فأمر الريح، فعدلت عن العش، فلما نزل، وافق يومه ذلك النيروز، فجاءت تلك القنبرة، حتى رفرفت على رأس سليمان، و ألقت في جحرة جرادة، فقيل له في ذلك، فقال: «كلّ يهدي على قدره» .

و كان مما تهديه ملوك الأمم إلى ملوك فارس، طرائف ما في بلدهم، فمن الهند الفيلة و السيوف و المسك و الجلود، و من تبت و الصين المسك و الحرير و السكّ و الأواني، و من السند الطواويس و الببغاء، و من الروم الديباج و البسط. و كان القواد و المرازبة و الأساورة يهدون النشاب و الأعمدة

اسم الکتاب : المحاسن و الأضداد المؤلف : الجاحظ    الجزء : 1  صفحة : 319
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست