responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المحاسن و الأضداد المؤلف : الجاحظ    الجزء : 1  صفحة : 215

عبدك جعفر» ، ثم حملها بالليل فوطئها، ثم ردها إلى منزل أبيها قال:

«و كان الهادي يشاور من أصحابه عبد العزيز بن موسى، و عيسى بن دأب، و العزيزي، و عبد اللّه بن مالك، فخرج ذات يوم إليهم و هو مغضب، كأنه جمل هائج، منتفخ الأوداج، منتقع اللون، فأقبل حتى جلس في مجلسه، و كان العزيزي أجرأهم عليه، فقال: «يا أمير المؤمنين، إنا نرى بوجهك ما كدّر علينا عيشنا، و بغضّ الدنيا إلينا، فإن رأى أمير المؤمنين أن يخبرنا بالسبب، فإن كان عندنا حيلة أعلمناه بها، و إن تكن مشورة أشرنا بها، و إن أمكن احتمال الغم عنه وقيناه بأنفسنا، و حملنا الغم عنه» .

قال: فأطرق طويلا، و العزيزي قائم، فقال له: «أجلس يا عزيزي، فإني لم أر كصاحب الدنيا قط أكثر آفات، و أعظم نائبة، و لا أنغص عيشا» ، قال العزيزي: «و ما ذاك يا أمير المؤمنين» ؟قال: «لبابة بنت جعفر بن أبي جعفر قد علمتم موقعها مني، و اثرتها عندي، كلمتني بإدلال فأغلظت، فلم يكن لها عندي احتمال، و لا عندها إقصار، حتى و ثبت عليها و ضربتها ضربا موجعا» .

قال: و سكت، فقال ابن دأب: يا أمير المؤمنين، إنك و اللّه لم تأت منكرا، و لا بديعا، قد كان أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يؤدبون نساءهم، و يضربونهن. هذا الزبير بن العوام، حواري رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و ابن عمته، وثب على امرأته اسماء بنت أبي بكر، و هي أفضل نساء أهل زمانها، فضربها في شي‌ء عتب عليها فيه ضربا مبرحا، حتى كسر يدها، و كان ذلك سبب فراقها، و ذلك أنها استغاثت بولدها عبد اللّه، فجاء يخلصها من أبيه فقال:

«هي طالق إن حلت بيني و بينها» ، ففعل و بانت منه، و هذا كعب بن مالك الأنصاري، عتب على امرأته، و كانت من المهاجرات، فضربها حتى حال بنوها بينه و بينها، فقال:

فلولا بنوها حولها لخبطتها # كخبطة فرّوج و لم أتلعثم‌

اسم الکتاب : المحاسن و الأضداد المؤلف : الجاحظ    الجزء : 1  صفحة : 215
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست