و قال آخر:
قد أقبل البدر في قراطقه # يسلب بالدّلّ قلب عاشقه [1]
يسطو عليه بسيف مقلته # لا بالذي شدّ في مناطقه
قل للملاح الحدق # و للحسان الخلق
هل في فؤادي للقوى # أو جسدي شيء بقي
إن لم تروّوا عطشي # بخلا فبلّوا رمقي
يا مقلة أجفانها # محشوّة بالأرق
بقيت في رقّ الهوى # شقيّة فيمن شقي
يا ملاح الدّلال و الاغتناج # ما أرى القلب من هواكنّ ناجي
أنت ذرّفت فوق خدّيك صدغا # من عبير على صفائح عاج
أشرقت وجنتاك بالنّور حتّى # أغنتا الخلق عن ضياء السّراج
فعلت مقلتاك بالقلب منّي # فعلة القرمطيّ بالحجّاج
يا هلالا أنست منه بضوء # جنح ليل من الظّلام الدّاجي
نشرت غدائر فرعها لتظلّني # حذر العيون من العيون الرّمّق
فكأنّها و كأنّه و كأنّني # صبحان باتا تحت ليل مطبق
يا غزالا و هلالا # و قضيبا و كثيبا
كم و كم أضمر وجدا # بك مكتوما عجيبا
[1] القراطق: جمع قرطق أي القباء، معرب فارسي من كرته.