فقال الحسين الخياط:
قضت عنان علينا # بأن نزور حسينا
و أن تقرّوا لديه # بالقصف و اللهو عينا
فما رأينا كظرف # الحسين فيما رأينا
قد قرّب اللّه منه # زينا و باعد شينا
قوموا و قولوا أجزنا # ما قد قضيت علينا
و قالت عنان:
مهلا فديتك مهلا # عنان أحرى و أولى
بأن تنالوا لديها # أسنى النّعيم و أحلى
فإنّ عندي حراما # من الشّراب و حلاّ
لا تطمعوا في سوائي # من البريّة كلاّ
يا سادتي خبّروني # أجاز حكمي أم لا
فقالوا جميعا: «قد أجزنا حكمك و أقاموا عندها» .
قال: و كتبت عنان إلى الفضل بن الربيع:
كن لي هديت إلى الخليفة سلّما # بوركت يا ابن وزيره من سلّم
حثّ الإمام على شراي و قل له # ريحانة ذخرت لأنفك فاشمم
و كانت عنان تتوقى أبا نواس، و تخاف بمجونه و سفهه، و فيها يقول:
عنان يا من تشبه العينا # أنتم على الحبّ تلومونا
حسنك حسن لا يرى مثله # قد ترك النّاس مجانينا
فتهيأت لأبي نواس، و تصنعت له، إلى أن صار إليها، فرأى عندها بعض وجوه أهل بغداد، فأحب أن يخجلها، فقال لها:
ما تأمرين لصبّ # يكفيه منك قطيرة