responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 7  صفحة : 95

و ما هوجي يا هند إلا سجيّة # أجرّ لها ذيلي بحسن الخلائق

و لو شئت خادعت الفتى عن قلوصه # و لاطمت بالبطحاء في كل شارق‌ [1]

و لكنني أكرمت نفسي تكرّما # و دافعت عنها الذّم عند الخلائق

و إني إذا ما حرّة ساء خلقها # صبرت عليها صبر آخر عاشق

فإن هي قالت خلّ عني تركتها # و أقلل بترك من حبيب مفارق

فإن سامحوني قلت أمري إليكم # و إن أبعدوني كنت في رأس حالق

فلم تنكحي يا هند مثلي و إنّني # لمن لم يمقني فاعلمي غير وامق‌ [2]

فبلغ أبا سفيان، فقال: و اللّه لو أعلم شيئا يرضي أبا زيد سوى طلاق هند لفعلته! و ألح سهيل في تنقيص أبي سفيان، فقال أبو سفيان:

رأيت سهيلا قد تفاوت شأوه # و فرّط في العلياء كلّ عنان

و أصبح يسمو للمعالي و إنه # لذو جفنة مغشية و قيان

و شرب كرام من لؤيّ بن غالب # عراض المساعي عرضة الحدثان

و لكنّه يوما إذا الحرب شمّرت # و أبرز فيها وجه كلّ حصان‌ [3]

تطأطأ فيها ما استطاع بنفسه # و قنّع فيها رأسه و دعاني

فأكفيه ما لا يستطاع دفاعه # و ألقيت فيها كلكلي و جراني‌ [4]

سهيل و ابن له‌

قال: و تزوج سهيل بن عمرو امرأة، فولدت له ولدا؛ فبينا هو سائر معه إذ نظر إلى رجل يركب ناقة و يقود شاة، فقال لأبيه: يا أبت، هذه ابنة هذه!يريد الشاة ابنة الناقة!فقال أبوه: يرحم اللّه هذا!يعني ما كان من فراستها فيه.


[1] القلوص: الفتية المجتمعة الخلق من الابل، و كانوا يكنون عن الفتيات، بالقلص و القلائص.

[2] الوامق: المحبّ.

[3] شمّرت الحرب: اشتدت.

[4] الكلكل: الصدر. و الجران: باطن العنق من البعير و غيره. و يقال: ألقى عليه جرانه: أي ثقلة.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 7  صفحة : 95
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست