اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه الجزء : 7 صفحة : 93
قال: الحقي بأبيك!و خاض الناس في أمرها، فقال لها أبوها: يا بنية العار و إن كان كذبا، أبثيني شأنك، فإن كان الرجل صادقا دسست عليه من يقتله فيقطع عنك العار، و إن كان كاذبا حاكمته إلى بعض كهان اليمن. قالت: و اللّه يا أبت إنه لكاذب!فخرج عتبة فقال: إنك رميت ابنتي بشيء عظيم، فإما أن تبيّن ما قلت، و إلا فحاكمني إلى بعض كهان اليمن. قال: ذلك لك. فخرج الفاكه في جماعة من رجال قريش، و نسوة من بني مخزوم. و خرج عتبة في رجال و نسوة من بني عبد مناف.
فلما شارفوا بلاد الكاهن تغيّر وجه هند، و كسف بالها. فقال لها أبوها: أي بنية، أ لا كان هذا قبل ان يشتهر في الناس خروجنا؟قالت: يا أبت، و اللّه ما ذلك لمكروه قبلي، و لكنكم تأتون بشرا يخطئ و يصيب، و لعله ان يسمني بسمة تبقى على ألسنة العرب. فقال لها أبوها: صدقت. و لكني سأخبره لك فصفّر بفرسه، فلما أدلى [1] عمد إلى حبة بر فأدخلها في إحليله، ثم اوكى عليها و سار. فلما نزلوا على الكاهن أكرمهم و نحر لهم، فقال له عتبة: إنا أتيناك في أمر، و قد خبأنا لك خبيئة، فما هي؟قال: برّة في كمرة. قال: أريد أبين من هذا. قال: حبة برّ في إحليل مهر.
قال: صدقت. فانظر في أمر هؤلاء النسوة. فجعل يمسح رأس كل واحدة منهن، و يقول: قومي لشأنك!حتى إذا بلغ إلى هند مسح يده على رأسها، و قال: قومي غير رقحاء و لا زانية، و ستدلين ملكا يسمى معاوية.
فلما خرجت أخذ الفاكه بيدها، فنترت [2] يده من يدها، و قالت[إليك عني!] و اللّه لأحرصنّ أن يكون ذلك الولد من غيرك!فتزوجها أبو سفيان، فولدت له معاوية.
هند و زواجها من أبي سفيان
و ذكروا ان هند بنت عتبة بن ربيعة قالت لابيها: يا أبت: إنك زوّجتني من هذا