responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 7  صفحة : 78

يسمونها بيت الخلاء؛ فقال لهما: يا حبيبتي، أين بيت الخلاء؟قالت إحداهما لصاحبتها: ما يقول؟قالت: يسأل أن نغني:

خلّى على جوى الأحزان إذ ظعنا # من بطن مكّة و التسهيد و الحزنا [1]

قال: فغنتاه؛ فقال: إنا للّه و إنا إليه راجعون!ما أحسب الفاسقتين إلا بصرتين و أهل البصرة يسمونها الحشوش؛ فقال لهما: أين الحشّ؟فقالت إحداهما لصاحبتها ما يقول؟قالت: يسأل أن نغنيه:

فلقد أوحش الجهيدان منها # فمناها فالمنزل المعمور [2]

فاندفعتا تغنيانه؛ فقال: ما أراهما إلا كوفيتين. و أهل الكوفة يسمونها الكنف.

قال: يا حبيبتي، أين الكنيف؟قالت إحداهما لصاحبتها: يعيش سيدنا، هل رأيت أكثر اقتراحا من هذا الرجل؟ما يقول؟قالت: يسأل أن نغني.

تكنّفني الهوى طفلا # فشيّبني و ما اكتهلا

قال: فغلبه بطنه، و علم أنهما تولعان به، و الهاشمي يتقطع ضحكا؛ فقال لهما:

كذبتما يا زانيتان، و لكني أعلمكما ما هو. فرفع ثيابه فسلح عليهما، و انتبه الهاشمي فقال له: سبحان اللّه!أ تسلح على وطائي؟قال: الذي خرج من بطني أعزّ عليّ من وطائك؛ إن هاتين الزانيتين إنما حسبتا أني أسأل عن الحش للضراط، فأعلمتهما ما هو.

قولهم في العود

يزيد و عبيد اللّه في البربط

قال يزيد بن عبد الملك يوما و ذكر عنده البربط [3] ، فقال: ليت شعري ما هو؟ فقال له عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة بن مسعود: أنا أخبرك ما هو: هو محدوب


[1] ظعن: ارتحل.

[2] الجهيد: الجهد.

[3] البربط: العود.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 7  صفحة : 78
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست