responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 7  صفحة : 71

قالت: و اللّه ما اعرف هذا و لكن غيره. فغنت:

فإن تقبلوا بالود أقبل بمثله # و أنزلكم منا بأكرم منزل‌

قال: فدفع الباب و دخل، و أرسل غلامه يحمل إليه حوائجه؛ و قال: لعن اللّه الاهل و الولد و الضّيعة!.

خبر الذلفاء

قال أبو سويد: حدثني أبو زيد الاسدي قال: دخلت على سليمان بن عبد الملك بن مروان، و هو جالس على دكان مبلط بالرخام الاحمر، مفروش بالديباج‌ [1] الأخضر، في وسط بستان ملتف، قد أثمر و أينع؛ و اذا بإزاء كل شقّ من البستان ميدان ينبت الربيع قد ازهر و على رأسه و صائف. كلّ واحدة منهن احسن من صاحبتها؛ و قد غابت الشمس، فنضرت الخضرة، و أضعفت في حسنها الزهرة، و غنّت الاطيار فتجاوبت، و سفت الرياح على الاشجار فتمايلت؛ [و قد حلي البستان‌]بأنهار فيه قد شقّقت، و مياه قد تدفقت: فقلت: السلام عليك أيها الامير و رحمة اللّه و بركاته.

و كان مطرقا، فرفع رأسه و قال: أبا زيد!في مثل هذا الحين يصاب احد حيا؟ قلت: أصلح اللّه الامير، أو قد قامت القيامة بعد!.

قال: نعم، على أهل المحبة سرا و المراسلة بينهم خفية.

ثم أطرق مليا، ثم رفع رأسه فقال: أبا زيد، ما يطيب في يومنا هذا؟.

قلت: أعز اللّه الامير، قهوة صفراء، في زجاجة بيضاء، تناولها مقدودة هيفاء، مضمومة لفّاء[مكحولة]دعجاء، أشربها من كفها، و أمسح فمي بفمها!.

فأطرق سليمان مليا لا يحير جوابا، ينحدر من عينه عبرات بلا شهيق؛ فلما رأت


[1] الديباج: ضرب من الثياب سداه و لحمته حرير.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 7  صفحة : 71
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست