responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 7  صفحة : 66

فأجابته:

خيرا رأيت و كل ما أبصرته # ستناله منّي برغم الحاسد

و تبيت بين خلاخلي و دمالجي # و تجول بين مراسلي و مجاسدي‌ [1]

فنكون أنعم عاشقين تعاطيا # ملح الحديث بلا مخافة راصد

فلما مدت يدها لترمي إليه بالسحاءة، رفع الواثق رأسه فأخذ السحاءة من يدها، و قال لهما: ما هذه؟فحلفا له أنه لم يجر بينهما قبل هذا كلام و لا كتاب و لا رسول غير اللحظ، إلا ان العشق قد خامرهما. فأعتقها و زوّجها منه، فلما أشهد له و تم النكاح، أقامها الواثق إلى بيت من بعض البيوت، فوقع بها ثم خرج فقال له: أردت أن تكشّخني‌ [2] فيها و هي خادمتي، فقد كشختك فيها و هي زوجتك!.

يزيد و مسلمة في حبابة

قال: و لما كلف يزيد بحبابة و اشتغل بها و أضاع الرعية، دخل عليه مسلمة أخوه فقال: يا أمير المؤمنين، تركت الظهور للعامّة، و الشهود للجمعة، و احتجبت مع هذه الأمّة!فارعوي قليلا و ظهر للناس؛ فأوصت حبابة إلى الاحوص أن يقول أبياتا يهوّن فيها على يزيد ما قال مسلمة؛ فقال و غنّت بها حبابة:

ألا لا تلمه اليوم أن يتبلّدا # فقد منع المحزون أن يتجلدا

إذا أنت لم تعشق و لم تدر ما الهوى # فكن حجر-من يابس الصخر جلمدا

هل العيش إلا ما تلذ و تشتهي # و إن لام فيه ذو الشّنان و فنّدا

فلما سمعها ضرب بجربّانه‌ [3] الارض و قال: صدقت صدقت؛ على مسلمة لعنة اللّه!ثم عاد إلى سيرته الاولى.


[1] الدّملج: سوار يحيط بالعضد.

[2] الكشخان: الديوث.

[3] الجربّان: جيب القميص، او غمد السيف، أو حده.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 7  صفحة : 66
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست