قال: فاستخفه الطرب حتى قام من مجلسه و أكبّ على إبراهيم يقبّل رأسه؛ فقام إبراهيم من مجلسه يقبل أسفل رجليه و ما وطئتنا من البساط؛ فأمر له بثلاثة آلاف درهم؛ فقال إبراهيم: يا سيدي، قد أجزتني إلى هذه الغاية بعشرين ألف ألف درهم! فقال الأمين: و هل ذلك إلا خراج بعض الكور؟ [2] .
جرير و الشعراء
الرياشي عن الأصمعي؛ قال: قدم جرير المدينة، فأتاه الشعراء و غيرهم، و أتاه أشعب فيهم، فسلموا عليه و حادثوه ساعة و خرجوا، و بقي أشعب. فقال له جرير:
أراك قبيحا، و أراك لئيم الحسب؛ ففيم قعودك و قد خرج الناس؟فقال له: أصلحك اللّه، إنّه لم يدخل عليك اليوم أحد أنفع لك مني!قال: و كيف ذلك؟قال: لأني آخذ
[1] الرشأ: ولد الظبية إذا قوى و تحرك و مشى مع أمه.
[2] الكور: مفردها الكورة، و هي البقعة التي يجتمع فيها قرى و محال.
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه الجزء : 7 صفحة : 50