responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 7  صفحة : 317

«ليته لم يكن وقف # عذّب القلب و انصرف»

و قال الحمدوني: كتبت إلى الحسن بن إبراهيم، و كان كل سنة يبعث إليّ بأضحية، فتأخرت عني سنة، فكتبت إليه:

سيّدي أعرض عني # و تناسى الودّ مني

مرّ بي أضحى و أضحى # أخلفاني فيه ظني

لا يراني فيهما أهـ # لا لظلف و لقرن

فتعذّيت بيأس # ثم ضحّيت بجني

و اصطبحت الراح يوما # ثم أنشدت أغني‌ [1]

لا لجرم صدّ عني # صدّ عني بالتجنّي‌

من جارية للمأمون‌

أهدت جارية من جواري المأمون تفاحة له، و كتبت إليه:

إني يا أمير المؤمنين لما رأيت تنافس الرعية في الهدايا إليك، و تواتر ألطافهم عليك، فكرت في هدية تخف مئونتها، و تهون كلفتها، و يعظم خطرها، و يجلّ موقعها؛ فلم أجد ما يجتمع فيه هذا النعت، و يكمل فيه هذا الوصف، إلا التفاح؛ فأهديت إليك منها واحدة في العدد، كثيرة في التصرّف؛ و أحببت يا أمير المؤمنين أن أعرب لك عن فضلها، و أكشف لك عن محاسنها، و أشرح لك لطيف معانيها، و ما قالت الأطباء فيها، و تفنّن الشعراء في أوصافها، حتى ترمقها بعين الجلالة، و تلحظها بمقلة الصيانة؛ فقد قال أبوك الرشيد رضي اللّه عنه: أحسن الفاكهة التفاح، اجتمع فيه الصفرة الدّرّية، و الحمرة الخمرية، و الشّقرة الذهبية، و بياض الفضة، و لون التبر؛ يلذ بها من الحواس: العين ببهجتها، و الأنف بريحها، و الفم بطعمها. و قال أرسطاطاليس الفيلسوف عند حضوره الوفاة، و اجتمع إليه تلاميذه: التمسوا لي تفاحة أعتصم


[1] الراح: الخمر.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 7  صفحة : 317
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست