اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه الجزء : 7 صفحة : 290
و على ظهر المسجد حذاء القبر حجر محجور لئلا يمشى عليه، و البلاطات الجنوبية و الغربية أربع، منتظم بعضها فوق بعض في طولها مع وجه الصحن من القبلة إلى الجوف ثمانية عشر عمودا، و حنايا المسجد كلها مما يلي الصحن مشدودة من جهاتها الأربع إلى مناكب العمد بخشب منقش.
و للمسجد ثلاث منارات: اثنتان للجنوب و واحدة للمشرق؛ و حيطان المسجد كلها من داخله مزخرفة بالرخام و الذهب و الفسيفساء، أولها و آخرها، و له ثمانية عشر بابا، عتبها مذهبة، و هي أبواب عظيمة لا غلق عليها، أربعة منها في الجنوب، و سبعة في الشرق، و سبعة في الغرب.
و قاع المسجد كله مفروش بالحصى و ليس له حصر، و وجه سور المسجد كله من خارج منقش بالكذّان [1] ، و كذلك الشرفات.
فينبغي للداخل في المسجد أن يأتي الروضة التي قال فيها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «إنها روضة من رياض الجنة» ، فيصلي فيها ركعتين، ثم يأتي قبر النبي صلّى اللّه عليه و سلّم من قبل وجهه، فيستدبر القبلة و يستقبل القبر، و يسلم عليه صلّى اللّه عليه و سلّم، و على أبي بكر و عمر، رضي اللّه عنهما، و لا يلصق بالقبر، فإنه من فعل الجهال، و قد كره ذلك، فإذا فعل ما ذكر استقبل القبلة و دعا بما أمكنه بعد الصلاة على النبي، صلّى اللّه عليه و سلّم، و عرّفنا به، و رزقنا شفاعته برحمته، آمين!
صفة مسجد بيت المقدس و ما فيه من آثار الأنبياء عليهم الصلاة و السلام
طول المسجد سبعمائة ذراع و أربع و ثمانون ذراعا، و عرضه أربعمائة ذراع و خمس و خمسون ذراعا بذراع الإمام، و يسرج في المسجد ألف و خمسمائة قنديل، و عدّة ما فيه من الخشب ستة آلاف خشبة و تسعمائة خشبة، و عدد ما فيه من الأبواب خمسون بابا،