اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه الجزء : 7 صفحة : 252
و كان القاسم بن محمد يلبس الخز، و سالم بن عبد اللّه يلبس الصوف، و مقعدهما واحد في مسجد المدينة. فلا ينكر بعضهما على بعض شيئا.
و قال محمود الوراق في أصحاب الصوف:
تصوّف كي يقال له أمين # و ما يعني التصوّف و الأمانه؟
و لم يرد الإله به و لكن # أراد به الطريق إلى الخيانه
التزين و التطيب
دخل رجل على محمد بن المنكدر يسأله عن التزين و الطيب فوجده قاعدا على حشايا مصبغة، و جارية تغلفه بالغالية؛ فقال له: يرحمك اللّه، جئت أسألك عن شيء فوجدتك فيه! قال: على هكذا أدركت الناس.
و في حديث: أنّ النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال: «إياكم و الشعث، حتى لو لم يجد أحدكم إلا زيتونة فليعصرها و ليدّهن بها» .
و قال عليه الصلاة و السلام لعائشة: «ما لي أراك شعثاء، مرهاء [1] ، سلتاء [2] ؟» .
قالت: يا رسول اللّه، أ و لسنا من العرب؟.
قال: «بلى، ربما أنسيت العرب الكلمة فيعلمنيها جبريل» .
الشعثاء: التي لا تدهن. و المرهاء: التي لا تكتحل. و السلتاء: التي لا تختضب.
و قال صلّى اللّه عليه و سلّم: «ما نلت من دنياكم إلا النساء و الطيب» .
و روى مالك عن يحيى بن سعيد، أن أبا قتادة الأنصاري قال: يا رسول اللّه، إن لي جمّة [3] ، أ فأرجّلها يا رسول اللّه؟.