responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 7  صفحة : 250

و عليه ثوبان، قد أخلقا فنظر إليه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فقال: ما له ثوبان غير هذين؟ قلت: بلى يا رسول اللّه، له ثوبان في العيد كسوته إياهما. قال: فادعه فمره فليلبسهما. قال: فدعوته فلبسهما ثم ولى، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: ماله، ضرب اللّه عنقه!أ ليس هذا خيرا له؟فسمعه الرجل، فقال: في سبيل اللّه يا رسول اللّه!فقتل الرجل في سبيل اللّه.

الربيع بن زياد و علي‌

العتبي قال: أصابت الربيع بن زياد الحارثي نشابة [1] على جبينه، فكانت تنتقض عليه في كل يوم، فأتاه عليّ بن أبي طالب عائدا، فقال: كيف تجدك يا أبا عبد الرحمن قال: أجدني لو كان لا يذهب ما بي إلا ذهاب بصري لتمنيت ذهابه!قال له:

و ما قيمة بصرك عندك!قال: لو كانت لي الدنيا فديته بها!قال: لا جرم، ليعطينّك اللّه على قدر ذلك إن شاء اللّه، إن اللّه يعطي على قدر الألم و المصيبة، و عنده بعد تضعيف كثير! قال له الربيع: يا أمير المؤمنين، أ لا أشكو إليك عاصم بن زياد؟قال: و ماله؟ قال: لبس العباء، و ترك الملاء، و غمّ أهله، و أحزن ولده!فقال: عليّ عاصما!فلما أتاه عبس في وجهه، و قال: ويلك يا عاصم، أ ترى اللّه أباح لك اللذات و هو يكره أخذك منها؟لأنت أهون على اللّه من ذلك؛ أ و ما سمعته يقول: مَرَجَ اَلْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيََانِ `بَيْنَهُمََا بَرْزَخٌ لاََ يَبْغِيََانِ [2] ، ثم قال: يَخْرُجُ مِنْهُمَا اَللُّؤْلُؤُ وَ اَلْمَرْجََانُ [3] ؛ و قوله: وَ مِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِيًّا وَ تَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهََا [4] ؟أما و اللّه إن ابتذال نعم اللّه بالفعال، أحبّ إليه من ابتذالها بالمقال و قد سمعته عز و جل يقول:

وَ أَمََّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ [5] ، و يقول: قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اَللََّهِ اَلَّتِي أَخْرَجَ لِعِبََادِهِ


[1] نشابة: واحدة النشاب و هي السهام.

[2] سورة الرحمن الآية 19 و 20.

[3] سورة الرحمن الآية 22.

[4] سورة فاطر الآية 35.

[5] سورة الضحى الآية 1.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 7  صفحة : 250
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست