اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه الجزء : 7 صفحة : 24
بهواك صيّرني العذول نكالا # وجد السبيل إلى المقال فقالا
و نهيت نومي عن جفوني فانتهى # و أمرت ليلي أن يطول فطالا
قال: فرمى بنفسه ابن أبي عتيق إلى الأرض و قال: فَإِذََا وَجَبَتْ جُنُوبُهََا فَكُلُوا مِنْهََا وَ أَطْعِمُوا اَلْقََانِعَ وَ اَلْمُعْتَرَّ[1] .
هو و عبد الملك و ابن جعفر
أبو القاسم جعفر بن محمد قال: لما وصف عبد اللّه بن جعفر لعبد الملك بن مروان ابن أبي عتيق، و حدّثه عن إقلاله و كثرة عياله. أمره عبد الملك بن مروان أن يبعث به إليه. فأتاه ابن جعفر، فأعلمه بما دار بينه و بين عبد الملك. و بعثه إليه. فدخل ابن أبي عتيق على عبد الملك فوجده جالسا بين جاريتين قائمتين عليه، يميسان [2] كغصني بان بيد كل جارية مروحة تروّح بها عليه، مكتوب بالذهب في المروحة الواحدة:
إنني أجلب الرّيا # ح و بي يلعب الخجل
و حجاب إذا الحبيب # ثنى الرأس للقبل
و غياث إذا النّد # يم تغني أو ارتجل
و في المروحة الأخرى:
أنا في الكفّ لطيفه # مسكني قصر الخليفه
أنا لا أصلح إلا # لظريف أو ظريفه
أو وصيف حسن القدّ # شبيه بالوصيفه
قال ابن أبي عتيق: فلما نظرت إلى الجاريتين هوّنتا الدنيا عليّ، و أنستاني سوء حالي؛ قلت: إن كانتا من الإنس فما نساؤنا إلا من البهائم!فكلما كررت بصري فيهما تذكرت الجنة، فإذا تذكرت امرأتي-و كنت لها محبا-تذكرت النار!قال: فبدأ عبد الملك يتوجع إليّ بما حكى له ابن جعفر عني، و يخبرني بمالي عنده من جميل