responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 7  صفحة : 229

ساوم أشعب رجلا في قوس عربية، فسأله دينارا فقال له: و اللّه لو أنها إذا رمي بها طائر في جوّ السماء وقع مشويا بين رغيفين، ما أعطيتك بها دينارا! و بينا قوم جلوس عند رجل من أهل المدينة يأكلون عنده حيتانا، إذ استأذن عليهم أشعب؛ فقال أحدهم: إن من شأن أشعب البسط إلى أجل الطعام فاجعلوا كبار هذه الحيتان في قصعة بناحية، و يأكل معنا الصغار. ففعلوا و أذن له، فقالوا له:

كيف رأيك في الحيتان؟فقال: و اللّه إن لي عليها لحردا شديدا و حنقا، لأن أبي مات في البحر و أكلته الحيتان!قالوا له: فدونك خذ بثأر أبيك!فجلس و مد يده إلى حوت منها صغير، ثم وضعه عند أذنه-و قد نظر إلى القصعة التي فيها الحيتان في زاوية المجلس-فقال: أ تدرون ما يقول لي هذا الحوت؟قالوا: لا. قال: إنه يقول:

إنه لم يحضر موت أبي و لم يدركه؛ لأن سنه يصغر عن ذلك، و لكن قال لي: عليك بتلك الكبار التي في زاوية البيت، فهي أدركت أباك و أكلته!

أمير و طفيلي‌

و كان رجل من لامراء يستظرف طفيليا يحضر طعامه و شرابه، و كان الطفيلي اكولا شروبا، فلما رأى الامير كثرة أكله و شربه اطرحه و جفاه، فكتب إليه الطفيلي:

قد قلّ أكلي و قلّ شربي # و صرت من بابة الامير [1]

فليدع بي و هو في أمان # أن أشرب الراح بالكبير

طفيلي في صنيع‌

و أقبل طفيلي إلى صنيع‌ [2] ، فوجد بابا قد أرتج و لا سبيل إلى الوصول؛ فسأل عن صاحب الصنيع إن كان له ولد غائب او شريك في سفر؟فأخبر عنه أن له ولد بلد كذا، فأخذ رقا أبيض و طواه و طبع عليه، ثم أقبل متدلّلا فقعقع الباب قعقعة


[1] من بابته: أي ممن يصلح له.

[2] الصنيع: الطعام.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 7  صفحة : 229
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست