اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه الجزء : 7 صفحة : 227
بكر رضي اللّه عنه: إني لأبغض أهل بيت ينفقون نفقة الأيام في اليوم الواحد، و كان أبو الأسود الدؤلي يقول لولده: إذا بسط اللّه لك الرزق فابسط، و إذا قبض فاقبض.
و عبتموني حين قلت: [إن]فضل الغني على القوت إنما هو كفضل الآلة تكون في البيت، إن احتيج إليها استعملت، و إن استغنى عنها كانت عدّة، و قد قال الحضين بن المنذر: وددت أن لي مثل أحد ذهبا لا أنتفع منه بشيء!قيل له: فما كنت تصنع به؟قال: لكثرة من كان يخدمني عليه، لأن المال مخدوم؛ و قد قال بعض الحكماء: عليك بطلب الغنى، فلو لم يكن[لك]فيه إلا أنه عزّ في قلبك، و ذلّ في قلب عدوّك، لكان الحظ فيه جسيما، و النفع فيه عظيما.
و لسنا ندع سيرة الأنبياء، و تعليم الخلفاء، و تأديب الحكماء لأصحاب اللهو؛ و لستم عليّ تردّون، و لا رأيي تفنّدون، فقدّموا النظر قبل العزم، و ادّكروا ما عليكم قبل أن تدركوا ما لكم، و السلام عليكم.
و من اللؤم: التطفيل، و هو التعرّض للطعام من غير أن يدعى إليه.
أخبار الطفيليين
طفيل العرائس
أولهم طفيل العرائس، و إليه نسب الطفيليون. و قال لأصحابه: إذا دخل أحدكم عرسا فلا يتلفّت تلفت المريب، و ليتخير المجالس؛ و إن كان العرس كثير الزحام فليمض و لا ينظر في عيون الناس، ليظنّ أهل المرأة أنه من أهل الرجل؛ و يظن أهل الرجل أنه من أهل المرأة؛ فإن كان البواب غليظا وقاحا فتبدأ به و تأمره و تنهاه، من غير أن تعنف عليه، و لكن بين النصيحة و الإدلال.
قال: يقول الطفيليون: ليس في الأرض عود أكرم من ثلاثة أعواد: عصا موسى، و خشب منبر الخليفة، و خوان الطعام.
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه الجزء : 7 صفحة : 227