responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 7  صفحة : 190

من شعر ماني‌

قال الحسن بن هانئ: لقيت مانيا الموسوس، فأنشدني:

شعر حيّ أتاك من لفظ ميت # صار بين الحياة و الموت وقفا

قد برت جسمه الحوادث حتى # كاد عن أعين البريّة يخفى

لو تأمّلتني لتبصر شخصي # لم تبيّن من المحاسن حرفا

من شعر جعيفران‌

ثم مضيت فأتيت جعيفران الموسوس، و هو شيخ من بني هاشم أرتّ‌ [1] اللسان، و عليه قيد من فضة، و في عنقه غل من ذهب؛ فقال لي: من أين دببت يا حسن؟ قلت: من بيت مانويه. فقال: في حرام مانويه. فدعا بدواة و قرطاس، و قال لي:

اكتب.

ما غرّد الديك ليلا في دجنّته # إلا حثثت إليك السير مجهودا [2]

و لا هدت كلّ عين لذّ راقدها # بنومة في لذيذ العيش ممهودا

إلا امتطيت الدّجا شوقا إليك و لو # أصبحت في حلق الأقياد مصفودا [3]

أسعى مخاطرة بالنّفس يا أملي # و الليل مدّرع أثوابه السّودا

فلم ترقّ و لم ترث لمكتئب # زوّدته حركات القلب تزويدا

هيهات لا غدر في جنّ و لا بشر # من الخلائق إلا فيك موجودا

من شعر عدرد

ثم قال: خرق رقعة مانويه. فخرقتها ثم مضيت، فلقيت عدرد المصاب و حوله الصبيان، و هو يلطم وجهه و يبكي، و ينادي: أيها الناس، الفراق مرّ المذاق!فقلت له: أبا محمد، من أين أقبلت؟قال: شيعت الحاج. قلت، و ما الذي حملك على


[1] أرت: في لسانه رتّة، و الرته: عجلة في الكلام و قلة أناة.

[2] الدجنة: السواد و الظلمة.

[3] صفده: شده و أوثقه.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 7  صفحة : 190
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست