غزا الحوفزان حتى انتهى إلى زورد خلف جبل من جبالها، فأغاروا على نعم كثير صادر عن الماء لبني عبس، فاحتازوه، و أتى الصريخ بني عبس، فركبوا، و لحق عمارة ابن زياد العبسي الحوفزان فعرفه-و كانت أم عمارة قد أرضعت مضر بن شريك، و هو أخو الحوفزان-فقال عمارة: يا بني شريك، قد علمتم ما بيننا و بينكم!قال الحوفزان، و هو الحارث بن شريك: صدقت يا عمارة، فانظر كل شيء هو لك فخذه!فقال عمارة: لقد علمت نساء بني بكر بن وائل أني لم أملأ أيدي أزواجهن و أبنائهن شفقة عليهن من الموت!فحمل عمارة ليعارض النعم [3] ليردّه، و حال الحوفزان بينه و بين النعم، فعثرت بعمارة فرسه فطعنه الحوفزان، و لحق به نعامة بن عبد اللّه بن شريك فطعنه أيضا، و قال نعامة: ما كرهت الرمح في كفل [4] رجل قط أشدّ من كفل عمارة!و أسر ابنا عمارة: سنان و شداد، و كان بني عبس رجلان من طيء ابنان لأوس بن حارثة، مجاورين لهم، و كان لهما أخ أسير في بني يشكر، فأصابا رجلا من بني مرة يقال له: معدان بن محرب، فذهبا به فدفناه [5] تحت شجرة، فلما