responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 6  صفحة : 90

لا نعقل الرّجل و لا نديها # حتى تروا داهية تنسيها

فالتقوا فاقتتلوا فجرحوا غيلان حتى ظنوا انهم قد قتلوه، و رئيس عمرو، كعب بن عمرو، و لواؤه مع ابنه ذؤيت و هو القائل لأبيه:

يا كعب إن أخاك منحمق # إن لم يكن بك مرّة كعب

جانيك من يجني عليك و قد # تعدي الصّحاح مبارك الجرب‌ [1]

و الحرب قد تضطرّ جانبها # نحو المضيق و دونه الرّحب‌

يوم زرود [2] الأول‌

غزا الحوفزان حتى انتهى إلى زورد خلف جبل من جبالها، فأغاروا على نعم كثير صادر عن الماء لبني عبس، فاحتازوه، و أتى الصريخ بني عبس، فركبوا، و لحق عمارة ابن زياد العبسي الحوفزان فعرفه-و كانت أم عمارة قد أرضعت مضر بن شريك، و هو أخو الحوفزان-فقال عمارة: يا بني شريك، قد علمتم ما بيننا و بينكم!قال الحوفزان، و هو الحارث بن شريك: صدقت يا عمارة، فانظر كل شي‌ء هو لك فخذه!فقال عمارة: لقد علمت نساء بني بكر بن وائل أني لم أملأ أيدي أزواجهن و أبنائهن شفقة عليهن من الموت!فحمل عمارة ليعارض النعم‌ [3] ليردّه، و حال الحوفزان بينه و بين النعم، فعثرت بعمارة فرسه فطعنه الحوفزان، و لحق به نعامة بن عبد اللّه بن شريك فطعنه أيضا، و قال نعامة: ما كرهت الرمح في كفل‌ [4] رجل قط أشدّ من كفل عمارة!و أسر ابنا عمارة: سنان و شداد، و كان بني عبس رجلان من طي‌ء ابنان لأوس بن حارثة، مجاورين لهم، و كان لهما أخ أسير في بني يشكر، فأصابا رجلا من بني مرة يقال له: معدان بن محرب، فذهبا به فدفناه‌ [5] تحت شجرة، فلما


[1] في البيت إقواء.

[2] زورد: رمال بين الثعلبية و الخزيمة بطريق الحاج من الكوفة.

[3] النعم: الإبل.

[4] الكفل: العجز للإنسان و الدابّة.

[5] الدفن: الستر و المواراة.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 6  صفحة : 90
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست