responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 6  صفحة : 88

و أرسله إلى أبيه، و أما حسان بن المنذر، فأسره بشر بن عمرو الرياحي، ثم منّ عليه و أرسله، فقال مالك بن نويرة:

و نحن عقرنا مهر قابوس بعد ما # رأى القوم منه الموت و الخيل تلحب‌ [1]

عليه دلاص ذات نسج و سيفه # جراز من الهنديّ أبيض مقضب‌ [2]

طلبنا بها إنا مداريك قبلها # إذا طلب الشّأو و البعيد المغرّب‌

يوم فيف الريح‌ [3]

قال أبو عبيدة: تجمعت قبائل مذحج، و أكثرها بنو الحارث بن كعب، و قبائل من مراد و جعفي و زبيد و خثعم، و عليهم أنس بن مدركة، و على بني الحارث الحصين، فأغاروا على بني عامر بن صعصعة بفيف الريح، و على بني عامر، عامر بن مالك ملاعب الاسنة.

قال: فاقتتل القوم فكثروهم‌ [4] . و ارفضت قبائل من بني عامر، و صبرت بنو نمير، فما شبهوا إلا الكلاب المتعاظلة [5] حول اللواء، و أقبل عامر بن الطفيل و خلفه دعيّ بن جعفر، فقال: يا معشر الفتيان، من ضرب ضربة او طعن طعنة فليشهدني فكان الفارس إذا ضرب ضربة او طعن طعنة قال عند ذلك: يا أبا علي!فبينما هو كذلك إذ أتاه مسهر بن يزيد الحارثي، فقال له من ورائه: عندك يا عامر!و الرمح عند أذنه، فوهصه-أي طعنه فأصاب عينه-فوثب عامر عن فرسه، و نجا على رجليه، و أخذ مسهر رمح عامر. ففي ذلك يقول عامر بن الطفيل بن مالك بن جعفر:

لعمري و ما عمري علي بهيّن # لقد شان حر الوجه طعنة مسهر


[1] تلحب: تجهد و تلقي ما يؤذيها.

[2] الدلاص من الدروع: اللينة البراقة الملساء. و الجراز من السيوف: الماضي النافذ. و مقضب: قطّاع.

[3] فيف الريح: بأعالي نجد.

[4] كثروهم: غلبوهم بكثرتهم.

[5] الكلاب المتعاظلة: التي لزم بعضها بعضا.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 6  صفحة : 88
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست